@ 193 @ بسببه فلم يزل به حتى أذن لهم في الدعوى عليه عند القاضى فباشر الدعوى أبو عبد الله في مجلس السلطان فأقام البينة بالكلمات التى أثبتت عليه فعزره القاضى بالكلام ثم بالعقوبة ثم بالسجن فطرق عليه السجن بعد أيام ليلا فخنق وأخرج من الغد فدفن فلما كان من الغد وجد على شفير قبره محروقا فأعيد إلى حفرته وقد احترق شعره واسودت بشرته وذلك في سنة 776 ست وسبعين وسبعمائة وتكلم عند ان أرادوا قتله الأبيات التى منها .
( فقل للعدا ذهب ابن الخطيب % وفات فسبحان من لا يفوت ) .
( فمن كان يشمت منكم به % فقل يشمت اليوم من لا يموت ) .
وذكر الشيخ محمد القصبانى ان ابن الأحمر وجهه رسولا إلى ملك الإفرنج فلما اراد الرجوع أخرج له ملك الإفرنج كتابا من ابن الخطيب بخطه يشتمل على نظم ونثر في غاية الحسن والبلاغة فاقرأه إياه فلما فرغ من قراءته قال له مثل هذا يقتل وبكى حتى بل لحيته وثيابه ومن مصنفات صاحب الترجمة التاج في أدباء الماءة الثامنة والإكليل الزاهر وهذان الكتابان يشتملان على تراجم أدباء المغرب وجميع ما فيهما من الكلام مسجوع وله طرفة العصر في دولة بنى نصر ثلاث مجلدات وديوان شعره في مجلدين وحمل الجمهور على السنن المشهور واليوسفى في الطب مجلدان ونفاضة الجراب في علالة الاغتراب أربعة أسفار ورقم الحلل في نظم الدول أرجوزة ونثر لو جمع لزاد على عشرة مجلدات ومن نظمه .
( ما ضرنى ان لم أجئ متقدما % السبق يعرف آخر المضمار ) .
( ولئن غدا ربع البلاغة بلقعا % فلرب كنز في أساس جدار )