@ 186 @ ويعلم ذلك كل من اطلع على مؤلفاته أو شاهده وهو عارف بفنه منصف في تراجمه ورحم الله جدى حيث قال في ترجمته انه انفرد بفنه وطار اسمه في الافاق به وكثرت مصنفاته فيه وفي غيره وكثير منها طار شرقا وغربا شاما ويمنا ولا أعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله ولا أكثر تصنيفا ولا احسن وكذلك أخذها عنه علماء الآفاق من المشايخ والطلبة والرفاق وله اليد الطولى في المعرفة بأسماء الرجال وأحوال الرواة والجرح والتعديل وإليه يشار في ذلك ولقد قال بعض العلماء لم يأت بعد الحافظ الذهبى مثله سلك هذا المسك وبعده مات فن الحديث وأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده مثله .
وكانت وفاته في مجاورته الأخيرة بالمدينة الشريفة في عصر يوم الأحد سادس عشر شعبان سنة 902 اثنتين وتسعمائة انتهى ما ذكره ابن فهد ولو لم يكن لصاحب الترجمة من التصانيف الا الضوء اللامع لكان أعظم دليل على امامته فإنه ترجم فيه أهل الديار الإسلامية وسرد في ترجمة كل أحد محفوظاته ومقرواته وشيوخه ومصنفاته وأحواله ومولده ووفاته على نمط حسن وأسلوب لطيف ينبهر له من لديه معرفة بهذا الشأن ويتعجب من احاطته بذلك وسعة دائرته في الاطلاع على أحوال الناس فإنه قد لا يعرف الرجل لا سيما في ديارنا اليمنية جميع مسموعات ابنه أو أبيه أو أخيه فضلا عن غير ذلك ومن قرن هذا الكتاب الذى جعله صاحب الترجمة لأهل القرن التاسع بالدرر الكامنة لشيخه ابن حجر في أهل المائة الثامنة عرف فضل مصنف صاحب الترجمة على مصنف شيخه بل وجد بينهما من التفاوت ما بين الثرى والثريا ولعل العذر لابن