@ 135 @ للعامة الذين لا تعلق لهم بشئ من المعارف العلمية فإنهم اتباع كل ناعق إذا قال لهم من له هيئة أهل العلم ان هذا الأمر حق قالوا حق وإن قال باطل قالوا باطل إنما الذنب لجماعة قرأوا شيئا من كتب الفقه ولم يمعنوا فيها ولا عرفوا غيرها فظنوا لقصورهم أن المخالفة لشئ منها مخالفة للشريعة بل القطعي من قطعياتها مع أنهم يقرأون في تلك الكتب مخالفة أكابر الأئمة وأصاغرهم لما هو مختار لمصنفها ولكن لا يعقلون حقيقة ولا يهتدون إلى طريقة بل إذا بلغ بعض معاصريهم إلى رتبة الإجتهاد وخالف شيئا باجتهاده جعلوه خارجا عن الدين والغالب عليهم ان ذلك ليس لمقاصد دينية بل لمنافع دنيوية تظهر لمن تأملها وهى أن يشيع في الناس أن من أنكر على أكابر العلماء ما خالف المذهب من اجتهاداتهم كان من خلص الشيعة الذابين عن مذهب الآل وتكون تلك الشهرة مفيدة في الغالب لشئ من منافع الدنيا وفوائدها فلا يزالون قائمين وثائرين في تخطئة أكابر العلماء ورميهم بالنصب ومخالفة أهل البيت فتسمع ذلك العامة فتظنه حقا وتعظم ذلك المنكر لأنه قد نفق على عقولها صدق قوله وظنوه من المحامين عن مذهب الأئمة ولو كشفوا عن الحقيقة لوجدوا ذلك المنكر هو المخالف لمذهب الأئمة من أهل البيت بل الخارج عن اجماعهم لأنهم جميعا حرموا التقليد على من بلغ رتبة الاجتهاد وأوجبوا عليه أن يجتهد رأى نفسه ولم يخصوا ذلك بمسئلة دون مسئلة ولكن المتعصب أعمى والمقصر لا يهتدى إلى صواب ولا يخرج عن معتقده إلا إذا كان من ذوى الألباب مع أن مسئلة تحريم التقليد على المجتهد هي محررة في الكتب التى هى مدارس صغار الطلبة فضلا عن كبارهم بل هى في أول بحث من