@ 134 @ العباس بن الحسين وتجمع العوام لقتله مرة بعد أخرى وحفظه الله من كيدهم ومكرهم وكفاه شرهم وولاه الإمام المنصور بالله الخطابة بجامع صنعاء فاستمر كذلك إلى أيام ولده الإمام المهدى .
واتفق في بعض الجمع انه لم يذكر الأئمة الذين جرت العادة بذكرهم في الخطبة الأخرى فثار عليه جماعة من آل الإمام الذين لا أنسة لهم بالعلم وعضدهم جماعة من العوام وتواعدوا فيما بينهم على قتله في المنبر يوم الجمعة المقبلة وكان من أعظم المحشدين لذلك السيد يوسف العجمى الإمامى القادم في أيام الإمام المنصور بالله والمدرس بحضرته فبلغ الإمام المهدى ما قد وقع التواطأ عليه فأرسل لجماعة من اكابر آل الإمام وسجنهم وأرسل لصاحب الترجمة أيضا وسجنه وأمر من يطرد السيد يوسف المذكور حتى يخرجه من الديار اليمنية فكنت عند ذلك الفتنة وبقى صاحب الترجمة نحو شهرين ثم خرج من السجن وولى الخطابة غيره واستمر ناشرا للعلم تدريسا وإفتاء وتصنيفا وما زال في محن من أهل عصره وكانت العامة ترميه بالنصب مستدلين على ذلك بكونه عاكفا على الأمهات وسائر كتب الحديث عاملا بما فيها ومن صنع هذا الصنع رمته العامة بذلك لا سيما إذا تظهر بفعل شئ من سنن الصلاة كرفع اليدين وضمهما ونحو ذلك فإنهم ينفرون عنه ويعادونه ولا يقيمون له وزنا مع أنهم في جميع هذه الديار منتسبون إلى الإمام زيد بن على وهو من القائلين بمشروعية الرفع والضم وكذلك ما زال الأئمة من الزيدية يقرأون كتب الحديث الأمهات وغيرها منذ خرجت إلى اليمن ونقلوها في مصنفاتهم الأولى فالأول لا ينكره إلا جاهل أو متجاهل وليس الذنب في معاداة من كان كذلك