@ 58 @ ركعتين ورفع رأسه فوجد بجانب محرابها مكتوبا .
( دعها سماوية تجرى على قدر % لا تعترضها بأمر منك تنفسد ) .
فاستبشر بذلك وآلى إن قضى أمره أن ينظمه في أبيات فلم يشعر إلا وقد جاء قاصد السلطان يطلبه وحصل الغرض فقال .
( فقلت للقلب لما ضاق مضطربا % وخاننى الصبر والتفريط والجلد ) .
( دعها سماوية تجرى على قدر % لا تعترضها بأمر منك تنفسد ) .
( فخفنى بخفى اللطف خالقنا % نعم الوكيل ونعم العون والمدد ) .
وما زال مستمرا على حاله الجميل حتى مات ليلة السبت حادى عشر ذى القعدة سنة 850 خمسين وثمان مائة ولم يخلف بعده فى فنونه مثله .
35 أحمد بن سعد الدين بن الحسين بن محمد بن على بن غانم بن يوسف ابن الهادى بن على بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد الحميد الأصغر ابن عبد الحميد الأكبر .
المسورى الزيدى القاضى الفاضل المترسل البليغ المنشئ العارف شارك فى الفنون وتميز في كثير منها وحرر رسائل وفتاوى واتصل فى أول عمره بالامام القاسم بن محمد عليه السلام وأخذ عنه وكتب لديه وكان يؤثره ثم اتصل بعد ذلك بولده الامام المؤيد بالله فارتفعت درجته لديه وصار أكثر الأمور منوطا به ولم يكن لغيره معه كلام ثم اتصل بعد موت المؤيد بالله بأخيه الامام المتوكل على الله وشارك فى أمور ونقص حظه قليلا بسبب أنه بادر الى مبايعة أحمد بن الامام القاسم عند موت المؤيد ثم لم تتم تلك البيعة وتم الأمر للمتوكل على الله ومازال على جلالته وفخامته حتى مات يوم الثلاثاء سادس عشر شهر محرم سنة 1079 تسع