@ 43 @ وكان ابتداء ذلك فى سنة 1126 ثم ان المهدى خلع نفسه وبايع الحسين بن القاسم ابن المؤيد وكان ذلك بعد محاصرة عظيمة وحروب شديدة ثم كثر الاضطراب من الحسين بن القاسم فخلعه صاحب الترجمة ومال الناس إليه فبايعوه فى سنة 1128 فامتنع المهدى عن ذلك متعللا بأنه انما خلع نفسه بشرط أن يكون الخليفة الحسين بن القاسم لاصاحب الترجمة فأعاد صاحب الترجمة الحصار له وقاد إليه الجيوش فأذعن وبايع في سنة 1129 ولم يختلف بعد ذلك على المترجم له أحد من الناس وصفت له اليمن وثبتت قدمه وكان يستقر غالب الأيام بصنعاء ويخرج في بعض الأوقات إلى حدة فيستقر فيها وله بها دار عظيمة عمرها ومسجدا بجنبها وقد صار الجميع حال تحرير هذه الأحرف خرابا .
وكان له من الشجاعة مالم يكن لغيره فإنها اتفقت منه قضايا تدل على أنه في قوة القلب وثبات الجنان بمحل يقصر عنه غالب نوع الإنسان ولو لم يكن من ذلك الا ماوقع منه من القتل لرئيس حاشد وبكيل المعروف بابن حبيش فإنه قتله في بيته وبين قبيلته وليس معه من يقوم بحرب بعض البعض من اتباع ابن حبيش ثم تم ذلك الأمر وسلمه الله .
وصارت هذه القضية تضرب بها الأمثال ولا سيما في عصره وما يقرب من عصره لاستعظامهم لمقدار ابن حبيش ولكثرة اتباعه .
ولصاحب الترجمة من المحبة للفقراء والاحسان إليهم وانفاق بيوت الأموال عليهم مالا يمكن القيام بوصفه ومع هذا فله إلى آل الإمام من البر والبذل أمر عظيم ولم يرعوا له ذلك بل خرجوا عليه وفروا إلى بلاد القبلة واجتمع منهم جمع كثير ومن اعيانهم السيد العلامة محمد بن عبد الله بن الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد والسيد محسن بن