@ 27 @ ما لفظه إن تعدد المقامات فى مسجد واحد لاستقلال كل مذهب بإمام ما أجازه كثير من العلماء وأنكروه غاية الإنكار في ذلك العهد .
ولهم فى ذلك العصر رسالات متعددة بأيدى الناس إلى الآن وأن علماء مصر افتوا بعدم جوازم ذلك وخطأوا من قال بجواز ذلك انتهى $ فضل الله بن عبدالله بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس المجد ابن الفخر المصرى القبطى الحنفى المعروف بابن مكانس .
ولد فى شعبان سنة 769 تسع وستين وسبعمائة ونشأ فى عز ونعمة فى كنف أبيه فتخرج وتأدب ومهر ونظم الشعر وهو صغير جدا فإن أباه كان صحب البدر البشتكى فانتدبه لتأديبه فخرجه فى أسرع مدة فنظم الشعر الفائق وباشر فى حياة ابيه توقيع الدست بدمشق وكان أبوه وزيرا هنالك ثم قدم القاهرة فلما مات أبوه ساءت حاله ثم خدم فى ديوان الإنشاء وتنقلت رتبته فيه إلى أن جاءت الدولة المؤيدية فامتدح المؤيد بقصائد فأحسن القاضي ابن البارزى السفارة له عنده بحيث أثابه ثوابا حسنا وشعره فى الذروة العليا وهو احد المجيدين من المتأخرين مع قلة بضاعته فى العربية ولذلك يقع له اللحن نادرا وقد جمع ديوان أبيه ورتبه ولأبيه فيه موريا باسمه .
( أرى ولدي قد زاده الله بهجة % وكمله في الخلق والخلق مذنشا ) .
( سأشكر ربى حين أوتيت مثله % وذلك فضل الله يؤتيه من يشا ) .
ومن نظم صاحب الترجمة مهنيا لأبيه بعوده من سفر .
( هنيت يا أبتى بعودك سالما % وبقيت ما طرد الظلام نهار ) .
( ملئت بطون الكتب فيك مدايحا % حقا لقد عظمت بك الأسفار )