@ 16 @ ما صار من شرذمة أهل البغى والإنكار من التهجم على بلاد أسكندرية ومصر القاهرة بجنود من البحر على سفاين متواترة وهم طائفة من جمهور الفرانسة والملة الباغية التى بفضل الله أعلامهم ناكسة لمشاهدتهم فى أحوال المسلمين ترك الثغور عن التحصين فهجموا على تلك البلاد فلم يجدوا لجامحهم مدافع ولا راد .
فأفسدوا كافة من بجوارها من العربان بأنواع السياسة الموهمة بأنهم من طائفة السلطان وأبرزوا للبوادي كتبا مزورة بألفاظ عربية بتعظيم الله ورسوله مصدرة حتى انقادوا له بالطاعة ظنا منهم بأنهم من جنود الدولة المطاعة وليس يخفى عليكم حال البوادى الطغام الذين لا يعقلون إن هم إلا كالأنعام فسلكو بهم الطريق وصاروا للمشركين أعظم مساعد وأعز رفيق فجرى قدر ربنا سبحانه باستدراج جند الشيطان أرباب الخيانة بتملكهم للقاهرة ودخولهم إلى مصر بحكمته الباهرة فلاراد لقضائه ولا محيص عما ارتضاه فهو الملك المختار وله المشية فيما يختار فحينئذ بلغ ذلك الخبر حضرة سلطان الإسلام أدحض الله بصوارم سطوته جنود اللئام فجهز عليهم من أبطال الأجناد ما يعجز عن حصره جموع الأعداد وسير عليهم من جيوش الإسلام ووزرائه العظام وجعل مقدمهم الوزير الشهير الجزار أحمد باشا بلغه الله من الخير ماشا .
فاجتمعت عليه طوائف العربان وتحشدت تحت رايته كافة أهل الإيمان وهرع إلى جهادهم المسلمون من كل مكان حتى أقطارنا الحرمية ظهرت منا للجهاد سبعة آلاف يردون فى طاعة الله موارد الموت والإتلاف ونرجو العظيم من فضله العميم أن يؤيد بالنصر أجناد الموحدين ويبدد بالقهر شمل الكفرة الملحدين