@ 8 @ صاحب نجد ثم تزلزلت الديار اليمنية بذلك واستولى أصحابه على بعض ديار تهامة وجرت أمور يطول شرحها وهي الآن فى سريان وقد أفردت ما بلغنا من ذلك فى مصنف مستقل لأن هذه الحادثة قد عمت وطمت وارتجفت لها أقطار الديار الشامية والمصرية والعراقية والرومية بل وسائر الديار لا سيما بعد دخول أصحاب النجدى مكة المشرفة وطرد أشرافها عنها ولله أمر هو بالغه .
ثم فى سنة 1222 وصل إلينا جماعة من صاحب نجد سعود بن عبد العزيز لبعضهم معرفة فى العلم ومعهم مكاتيب من سعود إلى الإمام المنصور بالله رحمه الله تعالى وإلى أيضا ثم وصل جماعة آخرون كذلك في سنة 1227 ثم وصل جماعة آخرون كذلك فى سنة 1228 ودار مع هؤلاء الواردين ومع غيرهم من المكاتبة مالا يتسع المقام لبسطه ثم بعد هذا فى سنة 1229 خرج باشة مصر الباشا محمد على بجنود السلطان ووصل إلى مكة وأسر الشريف غالب وجهزه إلى الروم ثم بلغ موته هنالك وهذا عارض من القول فلنرجع إلى ترجمة الشريف غالب فنقول .
ومما ينبغى ذكره ههنا أنه وصل من الشريف المذكور فى عام تحرير هذا الأحرف وهو سنة 1213 فى شهر رجب منها كتاب إلى مولانا خليفة العصر المنصور بالله على بن العباس حفظه الله يتضمن الإخبار بالرزية العظمى والمصيبة الكبرى والبلية التى تبكى لها عيون الإسلام والمسلمين وهى استيلاء طائفة من الفرنج يقال لهم الفرنسيس على الديار المصرية جميعها ووصولهم إلى القاهرة وحكمهم على من بتلك الديار من المسلمين وهذا خطب لم يصب الإسلام بمثله فان مصر ما زالت بأيدى