@ 40 @ وسمع صحيح مسلم عن ابن الزركشى ولازم الشروانى كثيرا وقرأ عليه صحيح مسلم والشاطبية وأكب على الأشتغال والأشغال بحيث قرأ على العلاء القلقشندى فى الحاوى ولازم حضور المجالس الكبار كمجلس قراءة البخارى بحضرة السلطان وغيره واتصل بالكمال البارزى فنوه به وبالزينى عبد الباسط وغيرهما من المباشرين والأمراء بحيث اشتهر وناظر الأماثل وذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزائدة فلما ولى الظاهر جقمق وكان يصحبه تردد اليه فاكثر وصار أحد ندمائه وخواصه فانثالت عليه الدنيا فتزوج مرة بعد أخرى لمزيد رغبته فى النساء مع كونه مطلاقا قال السخاوى وظهر لما ترفع حاله ما كان كامنا عليه من اعتقاد نفسه الذي جر اليه الطيش والخفة ولم يلبث أن وقع بينه وبين حميد الدين النعمانى المنسوب إلى أبى حنيفة والمحكى أنه من ذريته مباحث تسطا فيها عليه وتشاتما بحيث تعدى هذا الى ابائه ووصل علم ذلك إلى السلطان فامر بالقبض عليه وسجنه بالبرج ثم ادعى عليه عند قاضى الحنفية ابن الديرى وأقيمت البينة بالشتم وبكون المشتوم من ذرية الامام أبى حنيفة وعزر بحضرة السلطان نحو ثمانين ضربة وأمر بنفيه وأخرج عن تدريس الفقه بالبرقوقيه فاستقر فيه الجلال المحلى اه قلت وقد لطف الله بالمترجم له بمرافعته إلى حاكم ضفى فلو روفع إلى مالكى لحكم بضرب عنقه وقبح الله هذه المجازفات والاستحلال للدماء والأعراض بمجرد اشياء لم يوجب الله فيها إراقة دم ولا هتك عرض فان ضرب هذا العالم الكبير نحو ثمانين جلدة ونفيه وتمزيق عرضه والوضع من شأنه بمجرد كونه شاتم من شاتمه ظلم بين وعسف ظاهر ولا سيما إذا كان لا يدرى بانتساب من