@ 320 @ المذكورين زائدة ولهب نار الاختلاف صادعة فقرأ على في مختصر المنتهى وشرحه لعضد الدين وحاشيته للسعد وقرأ على فى الخرازبة وشرحها فى العروض ومازال يعادى اعداى ويوادد أوداى ويقوم فى غيبتى مقام الأخ الحميم ويتوجع من أحوال أبناء الزمن وما جبل عليه طلبة العلم فى قطر اليمن ثم وصل إلى صنعاء مرة ثالثة في شهر رمضان سنة 1211 وكنت إذ ذاك قد امتحنت بقبول القضاء الأكبر بعد الالزام به من مولانا خليفة العصر حفظه الله فاستقر المترجم له في صنعاء نحو نصف سنة يتصل بي في كل وقت ويحضر في مواقف التدريس ومجالس المنادمة والتأنيس ويطارحنى بادبياته ويواصلنى بفقرة الفايقة وأبياته حتى ولاه مولانا الامام حفظه الله قضاء بيت الفقية بن عجيل بعد موت القاضي العلامة عبد الفتاح بن أحمد العواجي وهو الآن قاض هنالك وقد باشره مباشرة حسنة بعفة ونزاهة وحرمة كاملة وصدع بالحق بحسب الحال ومقدار ما يبلغ إليه الطاقة وقد أجزته بكل ما يجوز لى روايته وهو مشارك لى في السماع من اكابر شيوخي وله قدرة على النظم والنثر وملكة كاملة في جميع العلوم عقلا ونقلا ولا يقلد احدا بل يجتهد برأية وهو حقيق بذلك ولما وقف على أبيات لى من الحماسة رضت القريحة بها مرغبا فى الرتبة والوسطى اذا أعجزت الغاية وهى .
( أذا أعوز المرء الصعود الى التى % اليها تناهى كل أروع أصيد ) .
( فمن دون تحليق النسور منازل % تروح بها رقش البزاه وتغتدى ) .
( ودع عنك أدنى مسرح العز انه % مطار بغاث الطير عند التبلد ) .
( فهم الفتى كل الفتى غير واقف % على الدون ان الدون غير محمد )