@ 319 @ علي بن الحسين بن على بن المتوكل والعلامة على بن هادى عرهب وغير هؤلاء وأخذ عنى فى فنون متعددة واختص بى اختصاصا كاملا وسألنى مسائل كثيرة فأجبت عليه باجوبة مطولة ومختصر وعاد إلى وطنه وقد برع في النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصول والتفسير والحديث في أقرب مدة لحسن فهمه وجودة تصوره وكمال اداركه وقوة ذهنه ثم مازال بعد رجوعه إلى وطنه يكاتبنى بالأشعار الرايقة فأجيب عليه بمضمون ما يكتبه إلى وهو مع ذلك يتأسف على مفارقتى وأتاسف على مفارقته لما بينى وبينه من المودة الصادقة والمحبة الزائدة التى تفوق الوصف بل قد لا يتفق مثلها بين الاخوين الشقيقين وقد جرت بينى وبينه من المطارحات الأدبية نظما ونثرا مالا يتسع له الا مجلدا وفيه فصاحة ورجاحة مع حسن تودد ولطافة طبع وكرم أخلاق وملاحة محاضرة واستحضار لرايق الاشعار وفائق الاخبار لا يمل جليسه لماجبل عليه من موافقة كل جليس وجلب خاطرة بما يلايمه والوقوف على الحد الذي يريده ولهذا أحبته القلوب وانجذبت إليه الخواطر ورغب إليه كل احد فعاشر أهل صنعاء وعرف طباعهم واختلاف اوضاعهم وصار أخبر بهم من أحدهم لا يخفى عليه من أحوالهم دقيق ولا جليل ثم ارتحل الى صنعاء رحلة ثانية وكنت إذ ذاك مشغولا بالتدريس والتأليف والافتاء ولكنه قد جفانى جماعة من الذين لا يعرفون الحقائق لصدور اجتهادات منى مخالفة لما ألفوه وعرفوه وهذا دأبهم سلفا عن خلف لا يزالون يعادون من بلغ رتبة الاجتهاد وخالف مادبوا عليه ودرجوا من مذاهب الآباء والأجداد فوصل صاحب الترجمة في سنة 1209 والمواحشة بينى وبين