@ 30 @ حلب فرأى بعض أهلها فى المنام السراج البلقينى فقال له ليس على أهل حلب بأس ولكن رح الى خادم السنة ابراهيم المحدث وقل له يقرأ عمدة الأحكام ليفرج عن المسلمين فاستيقظ فاعلم الشيخ فبادر الى قراءتها فى جمع من طلبة العلم وغيرهم يوم الجمعة بكرة النهار ودعا للمسلمين بالفرح فاتفق أنه فى آخر ذلك النهار نصر الله أهل حلب وقد حدث بالكثير وأخذ عنه الأئمة طبقة بعد طبقة وألحق الأصاغر بالأكابر وصار شيخ الحديث بالبلاد الحلبية بلامدافع وممن أخذ عنه من الأكابر ابن خطيب الناصرية والحافظ ابن حجر وامتحنه فأدخل عليه شيخا فى حديث مسلسل رام بذلك اختباره هل يفطن أم لا فتنبه البرهان لذلك وقال لبعض خواصه ان هذا الرجل يعنى ابن حجر لم يلقنى إلا وقد صرت نصف رجل إشارة إلى أنه قد كان عرض له قبل ذلك الفالج وأنسى كل شئ حتى الفاتحة ثم عوفى وصار يتراجع اليه حفظه كالطفل شيئا فشيئا ولما دخل التقى الحصنى حلب بلغنى أنه لم يتوجه لزيارته لكونه كان ينكر على لابسى الأثواب النفيسة وعلى المتقشفين فما وسع المترجم له إلا المجئ اليه فوجده نائما بالمدرسة الشرفية فجلس حتى انتبه ثم سلم عليه فقال له لعلك التقى الحصنى ثم سأله عن شيوخه فسماهم فقال له إن شيوخك الذين سميتهم عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه فما بالك تحط أنت عليه فما وسع التقى إلا أن أخذ نعله وانصرف ولم يجسر يرد عليه ولم يزل على جلالته وعلو مكانه حتى مات مطعونا فى يوم الأثنين سادس عشر شوال سنة 841 احدى وأربعين وثمان مائة وهو يتلو ولم يغب له عقل ودفن بالجبيل عند أقاربه