@ 273 @ فلما بلغ ذلك إليه سكت عن مطلوبه مدة حياة الاشرف ولما استقر الملك الظاهر بعد الأشرف أرسل إليه بهدايا وتحف وأظهر السرور بسلطنته وذكر أنها دقت لذلك البشائر بهراة وزينت أياما فأكرم الظاهر قصاده وانعم عليهم ثم أرسل فى سنة 846 ست وأربعين وثمان مائة يستأذن فى وفاء نذره فأذن له حسما لمادة الشر ودفعا للفتنة فصعب ذلك على الامراء والاعيان فلم يلتفت السلطان الى كلامهم ووصل رسله بها في رمضان سنة 848 في نحو مأته نفس منهم قاضى الملك وهو مشهور بالعلم ببلادهم وتلقاهم الامراء والقضاة والمباشرون وانزلوا واكرموا ثم صعدوا بالكسوة وهدية فأمر أن يأخذها ناظر الكسوة بالقاهرة ويبعثها لتلبس من داخل البيت وانصرفوا فلما وصلوا باب القلعة أخذهم الرجم من العامة والسب واللعن وناهبوهم وتألم السلطان لذلك وأمسك بعض المثيرين للفتنة وقطع ايدى جماعة منهم وضرب جماعة وبالغ فى اكرامهم لجبر الخواطر ومع ذلك تحرك صاحب الترجمة للبلاد الشامية فلما وصل النواحي السلطانية مات وذلك فى سنه 851 إحدى وخمسين وثمان مائة ويقال ان الكسوة كانت لا تساوى ألف دينار .
192 شاه شجاع بن محمد بن مظفر ملك شيراز وعراق العجم .
استقر في الملك بعد أن سجن أباه وقرر أخاه شاه محمود فى بلاد اصفهان وقم وقاشان وكان لصاحب الترجمة اشتغال بالعلم واشتهار بقوة الفهم ومحبة العلماء وكان ينظم الشعر ويحب الأدباء ويجيز على المدايح وقصد من سائر البلاد ويقال انه كان يقرأ الكشاف وكتب منه نسخة بخطه الفائق وكان يعرف الاصول والعربية وله أشعار كثيرة بالفارسية وطالت أيامه