@ 272 @ ملوك مصر ويكاتبونه ويهاديهم ويهادونه وكان ضخما وأفر الحرمه نافذ الكلمة نحوا من أبيه مع عفة وعدل في الجملة وميل الى العلم وأهله ووصلت منه كتب الى سلطان مصر يستدعى فتح البارى ولم يكن قد فرغ منه مؤلفه فجهزله بعضه وجهزت بقيته بعد ذلك وكان متواضعا محببا الى رعيته مكرما لأهل العلم قاضيا لحوايجهم لا يضع المال الا فى حقه ضعيفا في بدنه يعتريه الفالج كثيرا يحب السماع بل يعرفه ويضرب بالعود مع حظ من العبادة والأوراد ومحافظة على الطهارة الكاملة ويجلس مستقبل القبلة والمصحف بين يديه واتفق أنه طلب من الاشرف برسباى المتقدم ذكره ان يأذن له فى كسوة البيت لكونه نذر بذلك فابى الاشرف وخشن له فى الرد وترددت الرسل بينهما مرارا وبالغ فى طلب ذلك ولو تكون الكسوة التى يرسلها من داخل الكعبة أو يرسلها الى الاشرف وهو يرسل بها وفاء لنذره وهو يمتنع محتجا بأجوبة أجاب بها عليه جماعة من المفتيين ثم ان المترجم له أرسل الى برسباى جماعة زعم أنهم أشراف وعلى يدهم خلعة له فاشتد غضبه من ذلك ثم جلس بالاصطبل السلطانى واستدعاهم ثم أمر بالخلعة فمزقت وضربهم بحيث أشرف عظيمهم على الهلاك ثم ألقوا منكسين في فسقية ماء بالاسطبل والخدم ممسكون بارجلهم يغمسونهم بالماء حتى اشرفوا على الهلاك والسلطان مع ذلك يسب مرسلهم جهارا ويحط من قدره مع مزيد تغير لونه لشدة غضبه ثم قال لهم وقد جيء بهم الى بين يديه بعد ذلك قولوا لشاه رخ الكلام الكثير لا يصلح الا من النساء وكلام الرجال لاسيما الملوك انما هو فعل وها أنا قد أبدعت فيكم كسرا لحرمته فان كان له مادة وقوة فليتقدم