@ 223 @ وتعبد وانجمع وتمسح وتأله وأقلع عن جميع ما كان عليه وجاد بجميع موجوده وله فى المكارم أحاديث حاتمية تلتذ لسماعها الاسماع وكان اذا لم يجد النقد تصدق بثيابه وفراشه ومال الى مخالطة الفقراء وليس ملبوسهم وقعد فى مقاعدهم ومع هذا فابنه على بن الحسين إذ ذاك رئيس كبير له خيل وخول وحاشية عظيمة ورياسة فخيمة ولكن صاحب الترجمة قد حبب الله اليه الانعزال عن بنى الدنيا حتى عن ولده ومن شعره الفائق هذان البيتان .
( لا تحسبن لباس الصوف فى ملأ % تدعي به بين أهل الفضل بالصوفي ) .
( وانما من صفا قلبا ومال الى % صقالة النفس من أوصافها صوفي ) .
ومن محاسن شعره القصيدة المشهورة التى أولها .
( آه كم أطوى على الضيم جناحى % وأداجى في الهوى قال ولاحي ) وله القصيدة الطويلة عارض بها قصيدة ابن الوردى أولها .
( اترك الدنيا ودع عنك الأمل % طال ما عن نيلها حال الاجل ) .
وفيها مواعظ وحكم وما زال مقبلا على الطاعة عاكفا على العبادة حتى توفاه الله تعالى قال بعض من ترجم له أنه كان فى سنة 1145 حيا وأرخ موته بعض المشتغلين بهذا الشان سنة 1149 تسع وأربعين ومائة وألف .
147 حسين بن على بن صالح العمارى الصنعاني .
ولد فى سنة 1170 سبعين ومائة وألف تقريبا او فيما بعدها ونشأ بصنعاء وطلب العلم فقرأ على جماعة من مشايخ صنعاء فى النحو والصرف والمعانى والبيان والمنطق والاصول وقرأ على فى شرح الرضى على الكافية