@ 21 @ القاضى المالكى أنه قال ان بعض المغاربة سأله أن يفصل فى تفسيره بين كلام الله وبين تفسيره بقوله أى أو نحوها دفعا لما لعله يتوهم وقد كان رام المالكى الحكم بكفره واراقه دمه بهذه المقالة حتى ترامى المترجم له على القاضى الزينى بن مزهر فعذره وحكم باسلامه وقد امتحن الله أهل تلك الديار بقضاه من المالكية يتجرون على سفك الدماء بما لا يحل به أدنى تعزير فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم جهالة وضلالة وجرأة على الله ومخالفة لشريعة رسول الله وتلاعبا بدينه بمجرد نصوص فقهية واستنباطات فروعية ليس عليها اثارة من علم فانا لله وانا اليه راجعون ولم يزل المترجم له رحمه الله يكابد الشدائد ويناهد العظائم قبل رحلته من مصر وبعد رحلته الى دمشق حتى توفاه الله بعد أن تفتت كبده كما قيل فى ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة 885 خمس وثمانين وثمان مائة ودفن خارج دمشق من جهة قبر عاتكة وقد ترجم له السخاوى ترجمة مظلمة كلها سب وانتقاص وطولها بالمثالب بل ما زال يحط عليه فى جميع كتابه المسمى بالضوء اللامع لأن المترجم له كتب لأهل عصره تراجم ونال من أعراض جماعة منهم لاسيما الأكابر الذين أنكروا عليه فكان السخاوى ينقل قوله فى ترجمة أولئك الأكابر ويناقضه وينتقصه ولشعراء عصره فيه أمداح وأهاجى .
وما زالت الاشراف تهجى وتمدح .
وهو كثير النظم جيد النثر فى تراجمه ومراسلاته ومصنفاته وهو ممن رثى نفسه فى حيوته فقال .
( نعم اننى عما قريب لميت % ومن ذا الذى يبقى على الحدثان )