@ 190 @ ووجهه أيضا إلى سلطان الحبشة لما وصلت اليه منه كتب تتضمن وغوبه فى الاسلام ويطلب وصول جماعة من ال الامام اليه ليسلم على أيديهم فتوجه فى نحو خمسين رجلا وركب من بندر المخاثم توجه من هنالك ولاقى مشاقا عظيمة واستمر فى الطريق سفرا واقامة نحو تسعة أشهر فوصل إلى سلطان الحبشة فى يوم عيد للنصارى فدخل على السلطان لابسا شعار الاسلام من الثياب البيض وكان السلطان غير مربد لما أظهره فى كتبه من الرغوب فى الاسلام بل معظم قصده المراسلة كما يفعله الملوك وأنه يريد إصلاح الطريق فلما استقر صاحب الترجمة فى مدينة السلطان أضافه وأكرم أصحابه وأراد أن يخلع عليه خلعة حرير خالص وسوارين من الذهب فقال له هذا لا يحل فى شريعتنا وكان لصاحب الترجمة فى تلك البلاد صولة عظيمة حتى كان أصحابه يبطشون بالنصارى إذا تعرضوا لهم ويضربونهم وشاع عند الحبشة أن العرب الذين هم أصحاب المترجم له يأكلون الناس فزادت مهابتهم في صدورهم وكان أعظم معين لهم على ذلك البنادق فانه لا يعرفها أهل الحبشة إذ ذاك ولولاهى ما قدروا على مرور الطريق فانهم كانوا ينصبون عليهم كالجراد فيرمونهم بالبنادق فيقتلون منهم وينهزمون ويفزعون لاصواتها وتأثيرها ثم لما أيس صاحب الترجمة من اسلام السلطان طالبه بالاذن له بالرجوع إلى ديار الإسلام فتثاقل عنه ثم بعد حين أذن له وكان لايصحى من شرب الخمر فعين له وقتا يصل اليه للوداغ وترك شرب الخمر فى ذلك اليوم وجمع وزراءه وأمراءه وأعيان دولته فأمر صاحب الترجمة أصحابه أن يرموا بالبنادق عند وصولهم الى باب السلطان كما يفعله أهل اليمن ويسمون ذلك تعشيرة