@ 179 @ الفارسية والتركية والمغلية ويعتمد قواعد جنكزخان ويجعلها أصلا ولذلك أفنى العالم مع تظهره بالاسلام وشعائره وكان له جواسيس فى جميع البلاد التى ملكها والتى لم يملكها فكانوا ينهون اليه الحوادث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بجميع ما يروم فلا يتوجه إلى جهة الا وهو على بصيرة من أهلها وبلغ من دهائه أنه كان إذا أراد قصد جهة جمع أكابر الدولة وتشاوروا الى أن يقع الرأى على التوجه فى الوقت الفلانى إلى الجهة الفلانية فيكاتب جواسيس تلك الجهات أهلها فيأخذون الحذر ويأمن غيرهم فاذا ضرب النفير وأصبحوا سائرين ذات الشمال عرج بهم ذات اليمين فيدهم الجهة التى يريد وأهلها غافلون مات وهو متوجه لأخذ بلاد الخطا بسبب ثلوج تنزلت مع شدة برد وكان لا يسافر في أيام الشتاء فلما أراد الله هلاكه قوى عزمه على هذا السفر وكان موته يوم الأربعاء سابع عشر شهر شعبان سنة 807 سبع وثمان مائة ولم يكن معه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خليل بن ميران شاه بن تيمور فاتفق رأيهم على استقرار خليل المذكور في السلطنة مع كون أبيه وعمه موجودين وبذل لهم أموالا عظيمة ورجع إلى بلاده سمرقند فانها كانت كرسى مملكة تيمور فلما قرب منها تلقاه من بها وعليهم ثياب الحداد وهم يبكون وجثة تيمور فى تابوت أبنوس وجميع الملوك والأمراء مشاة مكشوفة رؤسهم وعليهم ثياب الحداد حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياما قال السخاوى ولعله قارب الثمانين فانه قال للقاضى شرف الدين الأنصارى وغيره كم سنكم فقال له الشرف سنى الآن سبع وخمسون سنة وأجاب غيره بنحو ذلك فقال أنا أصلح أن أكون والدكم وكانت له همة عظيمة