@ 178 @ وقد قدمنا الاشارة اليه عند ترجمة مؤلفه ابن عرب شاه وقد وصف فيه من عجائب تيمور وغرائبه ما ينبهر له كل من وقف عليه ويعرف مقدار هذا الملك الذي لم يأت قبله ولا بعده مثله فان جنكزخان ملك التتار وان كان قد أهلك من العباد والبلاد زيادة على ما أهلك هذا الا ان ذاك لم يباشر مابا شره هذا ولا بعضه ولا كان جميع مافعله فى حياته بل الغالب بعد موته فى سلطنة أولاده وأحفاده وأما هذا الطاغية فهو المباشر لكل فتوحاته المدبر لجميع معاركه ولقد كان من أعاجيب الزمن فى حركاته وسكناته وكان شيخا طويلا مهولا طويل اللحية حسن الوجه أعرج شديد العرج سلبت رجله أوائل أمره ومع ذلك يصلى من قيام مهابا بطلا شجاعا جبارا ظلوما سفاكا للدماء مقداما على ذلك أفنى في مدة سلطنته من الأمم مالا يحصيهم الا الله وخرب بلدانا كثيرة تفوت الحصر وكان جهير الصوت يسلك الجد مع القريب والبعيد ولا يحب المزاح ويحب الشطرنج وله فيه يد طولى ومهارة زائدة وزاد فيه جملا وبغلا وجعل رقعته عشرة فى أحد عشر بحيث لم يكن يلاعبه فيه الا أفراد ويقرب العلماء والصلحاء والشجعان والأشراف وينزلهم منازلهم ولكن من خالف أمره أدنى مخالفة استباح دمه فكانت هيبته لا تدانى بهذا السبب وما أخرب البلاد الا بذلك فانه كان من اطاعه من أول وهلة أمن ومن خالفه أدنى مخالفة هلك وله فكر صائب ومكايد فى الحرب عجيبة وفراسة قل أن تخطأ ومعرفة بالتواريخ لادمانه على سماعها وعدم خلو مجلسه عن قراءة شئ منها سفرا وحضرا وكان مغرى بمن له معرفة بصناعة ما إذا كان حاذقا فيها مع كونه أميالا يحسن الكتابة ولا القراءة وله حذق باللغة