@ 175 @ ولم يأخذها ثم الى عين تاب فأجفل أهل القرى بين يديه وأهل البلاد الحلبية واجتمع عساكر المماليك الشامية بحلب ووصل تيمور مرج دابق وجهز رسولا الى حلب فأمر سدون نائب حلب بقتله ثم نزل فى يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنة 803 على حلب ونازلها وحاصرها فخرج النواب بالعسكر الى ظاهرها من جهة الشمال وتقاتلوا يوم الخميس ويوم الجمعة فلما كان يوم السبت حادى عشر الشهر ركب تيمور في جمع وحشدوا الفيلة تقاد بين يديه وهى فى ما قيل ثمانية وثلاثون وكان معه جمع لا يحصيه الا الله من ترك وتركمان وعجم واكراد وتتار وزحف على حلب فانهزم المسلمون من بين أيديهم وجعلوا يلقون أنفسهم من الأسوار والخنادق والتتار فى أثرهم يقتلونهم وياسرونهم الى أن دخلوا حلب عنوة بالسيف فلجأت النساء والأطفال الى الجوامع والمساجد فلم يفد ذلك شيئا واستمر القتل والأسر في أهل حلب فقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال وقتل خلق كثير من الأطفال تحت حوافر الخيل وعلى الطرقات وأحرقوا المدينة ثم فى يوم الثلاثاء تسلم قلعتها بالأمان وصعد اليها في اليوم الذي يليه وجلس في أبوابها وطلب القضاة والعلماء للسلام عليه فامتثلوا أمره وجاؤا اليه ليلة الخميس فلم يكرمهم وجعل يتعنتهم بالسؤال وكان اخر ماسألهم عنه ان قال ما تقولون فى معاوية ويزيد هل يجوز لعنهما أم لا وعن قتال على ومعاوية فأجابه القاضى علم الدين القفصى المالكى بان عليا اجتهد فأصاب فله أجران ومعاوية اجتهد فأحطأ فله أجر فتغيظ من ذلك ثم أجاب الشرف أبو البركات الأنصارى الشافعى بان معاوية لا يجوز لعنه لأنه صحابى فقال تيمور ما حد الصحابى فأجاب