@ 168 @ الطريق الى الكرك وأرسل الى الامراء بمصر بانه قد ترك الملك فاضطرب الامراء عند ذلك وتشاوروا في من يستقر فى السلطنة مكانه فحسن سلار لبيبرس أن يتسلطن فأجابه الى ذلك بعد تمنع كبير وأفتاه جماعة من العلماء بجواز ذلك فتسلطن وتلقب بالمظفر وكتب عهده عن الخليفة وركب بالعمامة المدورة والتقليد على رأس الوزير وناب عنه سلار على عادته وأطاعه أهل الشام وذلك كله في شهر شوال سنة 708 ويقال ان التشاريف التى أعطاها الأمراء وغيرهم كانت ألف تشريف ومائتين وأبطل ضمان الخمر من طرابلس وكان ذلك من حسناته فلما كان وسط سنة 709 خامر عليه جماعة من الأمراء وتوجهوا الى الناصر فأخذوه من الكرك فتوجهوا معه الى دمشق وساروا فى عسكر كثير فلما تحقق حركة الناصر جرد اليه عسكرا كثيرا فخامروا وانهزموا ثم لم يرسل أحدا الا خامر عليه حتى صهره وزج ابنته وفى غضون ذلك زين بعض الفقهاء لبيبرس أن يجدد له الخليفة عهدا بالسلطنة ففعل وقرأ ذلك وأرسل بنسخة إلى الأمراء الخارجين عليه وكان أوله ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) فلما قرئ على كبيرهم قال ولسليمان الريح وأمر بقراءة هذا العهد على المنابر يوم الجمعة فلما سمعه العامة صاحوا فمنهم من يقول نصر الله الناصر ومنهم من يقول يا ناصر يا منصور واتفق أنه نصب أميرا فى شهر رمضان ومروا به من وسط القاهرة عليه الزينة فكان العامة يقولون يافرحة لاتتم وكان الأمر كذلك ثم أشار عليه جماعة ممن تأخر معه أن يشهد عليه بالنزول عن السلطنة ويتوجه الى أطفيح ويكاتب الناصر ويستعطفه من هنالك وينتظر جوابه ففعل وخرج عليهم