@ 167 @ صار صاحب الترجمة من أكابر أمرائه وولى الاستاذ دارية له ثم قام بنصرة الناصر مرة أخرى وأعاده الى السلطنة وصار مدبرا للملكة هو وسلار فكان هذا الاستاذ دار وسلار نائب السلطنة وعظم قدره ثم خرج للحج بعد سنة 701 وصحبه كثير من الامراء وحج بالناس فصنع من المعروف شيئا كثيرا ومن محاسنه أنه قلع المسمار الذي كان فى وسط الكعبة وكان العوام يسمونه سرة الدنيا وينبطح الواحد منهم على وجهه ويضع سرته مكشوفة عليه ويعتقد أن من فعل ذلك عتق من النار وكان بدعة شنيعة وكذلك أزال الحلقة التى يسمونها العروة الوثقى وهو الذي كان السبب فى القيام على النصارى واليهود حتى منعوا من ركوب الخيل والملابس الفاخرة واستقر الحال على أن النصرانى يلبس العمامة الزرقاء واليهودى يلبس العمامة الصفراء في جميع الديار المصرية والشامية ولا يركب أحد منهم فرسا ولا يتظاهر بملبوس فاخر ولا يضاهى المسلمين فى شئ من ذلك وصمم فى ذلك بعد أن بذلوا أموالا كثيرة فامتنع وضاق بهم الامر جدا حتى أسلم كثير منهم وهدمت فى هذه الكائنة عدة كنايس وأبطل عيد الشهيد وهو موسم من مواسم النصارى كان يخرجون الى النيل فيلقون فيه اصبعا لبعض من سلف منهم يزعمون أن النيل لا يزيد الا ان وضع الاصبع فيه وكان يحصل في ذلك العيد من الفجور والفسق والمجاهرة بالمعاصى أمر عظيم وكان صاحب الترجمة قد غلب هو وسلار على سلطنة الناصر ولم يبق بيده الا الاسم وكان يبالغ في التأدب مع رفيقه سلار فلما حجروا على الناصر التصرف في المملكة وصار معهما صورة بلا حقيقة أظهر أنه يريد الحج ثم خرج وعدل من