@ 150 @ فقرأ على جماعة من أعيانها منهم السيد العلامة محمد بن اسماعيل الأمير والسيد يوسف العجمى وجماعة اخرين فى علم العربية وغيره ودرس وأفاد وهو من السادة القادة النجباء الكملاء والعقلاء وفيه مروءة وفتوة وحسن أخلاق وملاحة محاضرة وجودة بادرة وحفظ الأخبار النادرة والأشعار الرائقة وقد مال اليه مولانا الامام المنصور بالله على بن العباس حفظه الله فصار يدعوه الى مقامه فى كثير من الأوقات ويجالسه وكثيرا ما يقع الاجتماع بينى وبينه هنالك أما فى يوم الجمعة للحضور عند الخليفة حفظه الله للعشاء والقهوه فعلى سبيل الاستمرار ويجرى بيننا هنالك من المذاكرات الأدبية والعلمية ما تشنف الأسماع وهو يورد ما يطابق المقام ويوافق مقتضى الحال ويبحث معى فى كثير من المعانى الدقيقة والطرائق الرقيقة والأخبار الرشيقة وفيه من سمو الهمة عزة النفس ما لا يقدر عليه غيره لاسيما فى مثل هذه المواطن التى يظهر فيها جواهر الرجال فانى لم أسمع منه على طول مدة اجتماعى به هنالك كلمة مؤذنة بالخضوع لمطلب من مطالب الدنيا الدنيا لا تصريحا ولا تلويحا بل يستطرد في كلامه قصصا ووقائع فيها مواعظ لها وقع فى القلوب قاصدا بذلك التعرض للثواب الأخروى وقد صار حال تحرير هذه الأحرف وهو سنة 1213 فى ثمانين سنة وله نشاط تام الى الحركة وركوب الخيل التى يهاب ركوبها أكثر الشباب فان مولانا حفظه الله يركبه على خيله المعدة لركوبه عليها فى كثير من الحالات ولم ينقص شئ من حواسه الظاهرة والباطنة إلا مجرد ثقل يسير في سمعه وهو مواظب على الطاعات يعين الضعفاء بما يقدر عليه من ملكه أو بالشفاعة ثم مات