@ 9 @ ولازم النور الأنبارى حتى حمل عنه الكثير من الفقه والعربية واللغة وبه انتفع في علوم الأدب وغيرها ودخل مصر لعله قريبا من سنة 804 أربع وثمان مائة فأخذ عن السراج البلقينى ولازمه سنة وأخذ عن الكمال الدميرى شيئا من مصنفاته ولازمه وسمع إذ ذاك على العراقى والهيثمى وتردد بها الى غير واحد من شيوخها ثم عاد الى بلده فأقام بها على أحسن حال وأجمل طريقة وسمع على أبيه والجمال ابن الشرائحى والتقى صالح بن خليل بن سالم وعائشة ابنة عبد الهادى والشمس بن حطاب وباشر نيابة الحكم عن أبيه والخطابة بجامع بنى أميه ومشيخة الشيوخ ونظر الحرمين ثم صرف وجهز اليه القضاء حين استقر الكمال بن البارزى فى كتابة سر الديار المصرية فامتنع وصمم وراجعه النائب وغيره من أعيان الرؤساء فما أذعن وتكرر خطبه لذلك مرة بعد أخرى الى أن قيل له فعين لنا من يصلح فعين أخاه وولى مشيخة الخانقاه الباسطية من صالحية دمشق وروى عنه حكاية عجيبة وهى أنه دخل على واقفها قبل أن يجعلها مدرسة فأعجبته وقال في نفسه انه لا يتهيأ له سكون مثلها الا في الجنة فلما انفصل عنه بعد السلام عليه لم يصل الى بابها الا وبعض جماعة صاحبها قد تبعه وأخبر أنه تحدث عقب خروجه بانه سيجعلها مدرسة ويقرره فى مشيختها ثم جعلها كذلك وقرره فيها وهو محمود المباشرة فى جميع ما تولاه يصمم على الحق ولا يلتفت الى رسائل الكبراء فى شفاعات ونحوها .
وله مؤلفات منها مختصر الصحاح للجوهرى وهو مختصر حسن وله ديوان خطب ورسائل وديوان شعر ومؤلف سماه الغيث الهاتن فى وصف العذار الفاتن أتى فيه بمقاطيع فائقة نحو مائة وخمسين مقطوعا