@ 307 @ اللفظ وحمله له على المجاز دون الحقيقة من غير دليل ونحن لا يلزمنا محذور أصلا فانا جمعنا بين نصوص الكتاب والسنة وقلنا بها كلها وحملناها على الحقيقة دون المجاز لم نتأول منها شيئا برأينا ولا صرفنا منها شيئا عن ظاهره بعقلنا قالت الطائفة الأولى القائلة بعدم الخلو بل نحن أولى بالحق منكم فإن نحن القائلون بالنصوص كلها الجامعون بين الأدلة العقلية والسمعية وأما أنتم فيلزمكم مخالفة ما ورد من نصوص العظمة وإن يكون المخلوق محيطا بالخالق وما ذكرتموه من استلزام النزول بخلو العرش هو عين الجهل وإنما ذلك لازم في نزول المخلوق والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وهو العالي في دنوه القريب في علوه ليس فوقه شيء ولا دونه شيء بل هو العالي على جميع خلقه في حال نزوله وفي غير حال نزوله وهو الواسع العليم أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء وهو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يده إلا كخردلة في يد أحدكم وهو الموصوف بالعلو المطلق ولم يزل عاليا ولا يكون إلا عاليا سبحانه وتعالى وفي هذا كله ما يبطل قولكم أنه إذا نزل يخلو منه العرش فإن ذلك يلزم منه أمور ممتنعة منها إحاطة المخلوق بالخالق وأن لا يكون الخالق أكبر من كل شيء ولا أعظم من كل شيء وكل ذلك محال قالوا وأما نحن فنقول لا يخلو منه العرش إذا نزل بل هو فوق عرشه يقرب من خلقه كيف شاء وإن كنا قد نقول أنه غير موصوف بالاستواء حال النزول