@ 294 @ وعودها إلى الجسد بعد الموت لا يقتضي استمرارها فيه ولا يستلزم حياة أخرى قبل يوم النشور نظير الحياة المعهودة بل إعادة الروح إلى الجسد في البرزخ إعادة برزخية لا تزيل عن الميت اسم الموت وقد ثبت في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور في عذاب القبر ونعيمه وفي شأن الميت وحاله أن روحه تعاد إلى جسده مع العلم بأنها غير مستمرة فيه وأن هذه الإعادة ليست مستلزمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت بل هي نوع حياة برزخية والحياة جنس تحتها أنواع وكذلك الموت فإثبات بعض أنواع الحياة لا يزيل اسم الموت كالحياة البرزخية واثبات بعض أنواع الموت لا ينافي الحياة كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استيقظ من النوم قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور وتعلق الروح بالبدن واتصالها به يتنوع أنواعا أحدها تعلقها به في هذا العالم يقظة ومناما الثاني تعلقها به في البرزخ والأموات متفاوتون في ذلك فالذي للرسل والأنبياء أكمل مما للشهداء ولهذا لا تبلى أجسادهم والذي للشهداء أكمل مما لغيرهم من المؤمنين الذين ليسوا بشهداء والثالث تعلقها به يوم البعث الآخر ورد الروح إلى البدن في البرزخ لا يستلزم