@ 75 @ .
حدثنا عمر بن إبراهيم قال ثنا مكرم قال ثنا احمد بن محمد قال ثنا محمد بن مقاتل قال سمعت ابن المبارك قال قلت لأبي عبد الله سفيان الثوري ما تقول في الدعوة قبل الحرب قال إن القوم اليوم قد علموا ما يقاتلون عليه فقلت إن أبا حنيفة يقول فيها ما قد بلغك فنكس رأسه ثم رفعه فأبصر يمينا وشمالا فلم ير أحدا قال إن كان أبو حنيفة يركب في العلم أحد من سنان الرمح كان والله شديد الأخذ للعلم ذابا عن المحارم متبعا لأهل بلده لا يستحل أن يأخذ إلا بما يصح عنده من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم شديد المعرفة بناسخ الحديث ومنسوخه وكان يطلب أحاديث الثقات والآخر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما أدرك عليه عامة العلماء من أهل الكوفة في اتباع الحق أخذ به وجعله دينه قد شنع عليه قوم فسكتنا عنهم بما نستغفر الله تعالى منه بل قد كانت منا اللفظة بعد اللفظة قال قلت أرجو ان يغفر الله تعالى لك ذلك .
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد المعدل قال ثنا مكرم بن أحمد قال ثنا عبد الوهاب بن محمد المروزي قال ثنا محمد بن سعدان قال سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول سمعت سلم بن سالم يقول كنت قاعدا عند مسعر وسفيان معنا إذ أقبل أبو حنيفة فأوسع له مسعر عن صدر المجلس فسلم عليهم فقال له مسعر ألا تسلم على أبي عبد الله قال ومن أبو عبد الله قال سفيان قال المسكين قد شيخ بعدي قال سفيان من لا يشق ثيابه من هذا النبطي قال أبو سليمان وكان الذي كان بين أبي حنيفة وسفيان من الشر بهذا السبب .
أخبرنا عبد الله بن محمد قال ثنا مكرم قال ثنا ابن مغلس قال ثنا محمد بن سماعة القاضي قال سمعت أبا يوسف يقول كنا عند مسعر وسفيان جالس إليه يذاكره إذ أقبل أبو حنيفة فأوسع له مسعر وقمت أنا من مجلسي له فقال له مسعر ألا تسلم على أبي عبد الله فأقبل على سفيان فقال يرحم الله أباك فلقد كان بعيدا من حب الرئاسة منصفا لكل من رآه متبعا للعلم ولقد أسرع إليك الشيب فقال سفيان من لا يشق ثيابه من هذا النبطي وقام وخرج