@ 28 @ انها ستخرج ثم رفع رأسه فقال الجواب فيها كذا وكذا قال فسررنا وسر الناس قال فلما مات ابو حنيفة كنت يوما في دار الخيفة إذ مر بنا رجل جل فقالوا هذا الحاسب وجعل أصحاب الخليفة يعظمونه فدعوته وقلت باب من الفقه وكانت المسألة قد اضطرب علي منها شيء مما قاله أبو حنيفة فقلت إنا قد احتجنا فيه إلى الحساب قال فأخبرته قال اعمله من باب كذا وكذا فعملته فلم يخرج فقال باب كذا فعملته فلم يخرج فلم يزل يلقي علي الأبواب فلم يخرج فقال لم يبق إلا باب واحد فإن خرج وإلافليس له باب يخرج منه أصلا فذكر قول ابي حنيفة فعملت به فخرج فقلت ليست يخرج وخفت ان يذهب فيعمل عليه تلك المسألة قال فانصرفت فعملت الباب وعملت المسائل عليه وجعلت إذا لقيته فسألني اعمي عليه الجواب مخافة ان يفطن له وكان مفتنا حاسبا .
أخبرنا عبد الله بن محمد الشاهد قال ثنا مكرم قال ثنا ابن مغلس قال ثنا بشر ابن الوليد قال سمعت أبا يوسف يقول سمعت داود الطائي يقول لما نزل ابو العباس الكوفة وجه إلى العلماء فجمعهم فقال إن هذا الأمر قد أفضى الى أهل بيت نبيكم وجاءكم الله بالفضل وإقامة الحق وأنتم يا معشر العلماء احق من أعان عليه ولكم الحباء والكرامة والضيافة من مال الله ما أحببتم فبايعوا بيعة تكون لكم عند إمامكم حجة عليكم وأمانا في معادكم لا تلقون الله بلا إمام فتكونوا ممن لا حجة له ولا تقولوا أمير المؤمنين نهابه ان نقول الحق فنظر القوم إلى ابي حنيفة فقال إن أحببتم ان اتكلم عني وعنكم فأمسكوا قالوا قد أحببنا ذلك فقال الحمد لله الذي بلغ الحق من قرابة من نبيه صلى الله عليه وسلم وأماط عنا جور الظلمة وبسط السنتنا بالحق وقد بايعناك على امر الله والوفاء لك بعهد الله إلى قيام الساعة فلا أخلى الله هذا الأمر ممن قربه من نبيه فأجابه أبوالعباس بجواب جميل