@ 163 @ ذلك الزمان لاشتهاره بعلم الكلام وخوضه في ذلك وعنه أخذ حسين النجار مذهبه .
ومن أصحاب أبي يوسف أيضا إبراهيم بن الجراح ولى القضاء بمصر وهو لين في روايته وكان أبو يوسف يقول له تأخذ المسألة من عندنا طرية وتردها مكحلة وقد كتب الأمالي عنه علي بن الجعد وغيره .
ومن أصحاب أبي يوسف وزفر هلال بن يحيى والمعروف ب هلال الرأي وقد ذكرنا في أخبار أبي يوسف قصته معه عند دخوله البصرة .
أخبرنا عبد الله بن محمد قال أنبأ أبو بكر الدامغاني قال أنبأ الطحاوي قال سمعت أبا بكرة بكار بن قتيبة يقول سمعت هلال بن يحيى يقول حججت في زمن هارون بعد موت أبي يوسف وحج مع هارون سنتئذ أسد بن عمرو وكان على القضاء فرأيت هارون وهو يطوف طواف القدوم وقد فاته الرمل والناس متباعدون عنه وخلفه خادم فجر ثوبه إن ارجع فارمل وكنت أنا في أخريات الناس فناديت يا أمير المؤمنين إنك إن مضيت كان جائزا فسمع ندائي فمضى وترك ما أراد منه الخادم فذكرت ذلك لأبي خازم فقال حدثني عمر بن يحيى أخو هلال قال أنا حاضر هذا كله فلما هم بالنداء جمعت ثوبي فأدخلته في فيه وقلت والله ما خرجنا عن أمنا إلا الكره منها لذلك أفتريد أن تعدمها واحدا منا قال فوالله ما صبر أن نادى بذلك قال أبو بكر في حديثه فلما فرغ هارون من الطواف والسعي دخل الكعبة ومعه أسد بن عمرو وسائر قواده وبنو عمه وأغلقت عليهم فاطلعت من شق الباب فرأيت هارون قاعدا وأسد بن عمرو قاعد قبالته وسائر الناس من الهاشميين وغيرهم قيام على أرجلهم فعلمت أن لا أحد أنبل من فقيه ووقع لأسد بن عمرو في قلبي من الجلالة ما لا يعلمه إلا الله