@ 127 @ البختري وهب بن وهب القاضي فمد يده فأخذ الكتاب ولم يؤمر بذلك فقرأه ثم أخرج سكينا من خفه فقطعه نصفين ثم رمى به وقال هذا كتاب مفسوخ وليس بأمان بل هو أمان فاسد أقتل هذا الرجل ودمه في عنقي فأخذ هارون دواة كانت بين يديه فضرب بها وجه محمد بن الحسن فشجه قال ابن سماعة وكنت حاضرا فخرج وخرجت على إثره وهو يبكي فلما صار إلى منزله قلت يا أبا عبد الله لم تبكي من شجة في سبيل الله فقال والله ما لها بكيت قال قلت فأي تقصير كان منك قال كان يجب علي أن أقول لأبي البختري من أين قلت وأقيم عليه الحجة وأتكلم بالحق وإن قتلت ثم قال وأي حجة لقاض من قضاة المسلمين يكون في خفه سكين مثل هذه قال وقال الطالبي يومئذ لهارون يا هارون إتق الله تقول لفقيهي الأرض لما لم يريا في أمانك سفك الدماء وقالا لك دع هذه النسمة تموت بأجلها وتنعم عليها وتقبل قول رجل مشهور أنه ادعى نسبا لم يقر أبوه الذي ادعاه به فأخرج أبو البختري يومئذ من نسبه الذي ادعاه ثم قال له سل عنه مزبلي أهل المدينة الذين يزبلون في الحمامات حتى يخبروك بعلامات في ظهره يصفونها للناس ومثل هذا لا يجوز أن يقول غير هذا والله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي ولا أموت إلا بأجلي .
قال القاسم بن إبراهيم الزاهد حدثني موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن أنه حضر هذا المجلس قال القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق أنه كان حاضرا لهذا الكلام كله قال والرجل الذي قتل كان يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام .
حدثنا أبو إسحاق النيسابوري المعروف بالبيع قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الربيع بن سليمان قال كتب الشافعي إلى محمد بن الحسن وقد طلب منه كتبه لينسخها فأخرها عنه فكتب إليه .
( قل لمن لم تر عين من رآه مثله % ومن كأن من رآه قد رأى من قبله ) .
( العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهله % لعله يبذله لأهله لعله )