@ 89 @ فعمرها وكان يقبض ما شرطه الواقف للناظر فلما قربت وفاته ندم على ما أخذ من ذلك فباع نصف بيته الذي سكن فيه وصرف ثمنه لعمارتها وإصلاحها وتوفي سنة ثلاث وثمانمئة وقبر عند قبر الإمام سيف السنة ورأى له بعض أهل الخير يوم وفاته رؤيا صالحة وأنه في مكان كأحسن جامع من الجوامع وفيه أنهار جارية فسأل عن ذلك فقيل هو لشخص من أهل هذه البلدة يصل إلينا اليوم ونحن بانتظاره للسلام عليه والتبرك به فلم يتوف في ذلك اليوم غير هذا الفقيه محمد المذكور رحمه الله ونفع به .
ومنهم القاضي الفاضل وجيه الدين عبد الرحمن بن علي الكاهلي تفقه على والده المذكور وعلى خاله الفقيه صفي الدين أحمد بن حسن البريهي وولي القضاء بمدينة إب ثم انفصل عنها وولي القضاء بالسحول ثم انفصل عنه وولي القضاء ببعدان مرة بعد أخرى وكانت سيرته حسنة وله حسن خلق وأدب جبله الله عليه وكانت له أخلاق حسنة يكرم الضيف ويطعم الدرسة في عيدي الفطر والأضحى المطاعم اللذيذة ولزمه ديون كثيرة فكان يدعو الله تعالى عند قبور الصالحين في المدينة بقضاء دينه مرارا كثيرة فجاءه رجل لا يعرفه بقدر صالح من الذهب ابتاعه منه رخيصا بقدر عشر قيمته فأعطاه ذلك الثمن وراح من عنده فباع منه ما قضى به دينه وأنفق منه على عائلته سنته والقصة في ذلك مذكورة في الأصل تركت ذكرها اختصارا وتوفي القاضي وجيه الدين المذكور بشهر المحرم أول سنة ست وثلاثين وثمانمئة ودفن بتربة الإمام سيف السنة رحمه الله تعالى ونفع به آمين .
ومنهم الفقيه جمال الدين محمد بن إبراهيم البريهي كان رجلا فاضلا عالما تفقه على خاله الفقيه جمال الدين محمد بن عبد الله الكاهلي والفقيه أحمد بن عبد الله الكاهلي والقاضي صفي الدين أحمد بن محمد البريهي وقرأ النحو والفرائض على الفقيه عمر بن أبي بكر الحارثي ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي سنة تسع وثلاثين وثمانمئة ودفن بتربة الإمام سيف السنة