@ 78 @ .
ومن المتوفين هنالك من الرباط المذكور الفقيه الصالح وجيه الدين عبد الرحمن بن القاضي عفيف الدين عبد الصمد بن محمد التباعي قرأ بعلم الأسماء وراض نفسه فحدث عليه خلل في عقله فصار مولها وكان يتكلم ويخبر عن الشيء قبل أن يكون من ذلك أنه لما تغيرت أحوال السلاطين من بني الرسول في ولاية اليمن قيل له في ذلك فقال الفقيه وجيه الدين الولاية لعلي وله أمد ينتظر فلم يعرفوا معنى الكلام حتى استقام الشيخ علي بن طاهر بملك اليمن فعرفوا معنى كلام الفقيه وجيه الدين توفي سنة خمسين وثمانمئة .
وأما صنوه فهو القاضي الفاضل صفي الدين أحمد بن عبد الصمد التباعي فإنه قرأ على الفقيه عفيف الدين عطية بن عبد الرزاق بذي جبلة بالفقه وعلى الفقيه وجيه الدين عبد الرحمن بن أحمد بن سالم المقدم الذكر وتزيا بزي الصوفية مع كونه فقيها فولاه الشيخ علي بن الحسام القضاء بالشوافي وسكن بقرية وقير إلى أن توفي بها سنة 849 رحمه الله .
ومن أهل هذه القرية الفقيه العالم الصالح شرف الدين قاسم بن أحمد البحيري قرأ على جماعة من أئمة وقته وأجازوا له فدرس وأفتى واجتهد بالعبادة فكان عالما عابدا عاملا زاهدا متواضعا أجمع أهل قطره على صلاحه وظهرت له الكرامات وأضيف إليه الوقف في قرية وقير وغيرها وزاد في المسجد زيادة معروفة وأعمر ما تشعث فيه وجر إليه الماء ثم توفي سنة 818 فحفروا له في المقبرة بوقير قبرا فأجمع عوام البلد وقالوا لا يدفن إلا في المسجد فقيل لهم إن ذلك لا يجوز فلم