@ 63 @ يسمى أكمة النورة في أسفل بلد بني سيف فانتظروا وصول الفقيه صارم الدين إليهم فجاءهم وهم يصلون المغرب فشهد جماعة من أهل ذي عنان أنه حين أذان المغرب تلك الليلة بذي عنان وأنهم انتظروه للصلاة فلم يجدوه فبان أنه صلى المغرب بأكمة النورة وكان بين المكانين مسير نصف يوم وكان هذا الفقيه صارم الدين كثير الزيارة للصالحين والحج إلى بيت الله الحرام توفي سنة تسع وثلاثين وثمانمئة رحمه الله تعالى ونفع به .
ومن بلد بني سيف بمعشار حصن ريمان الحاج علي بن صليعة حكي أنه كان رجلا عابدا صالحا يحب الخمول وعدم الشهرة وأنه كان إذا صلى كشف له فيرى الكعبة المشرفة وأن الفقيه العلامة وجيه الدين عبد الرحمن أحمد بن سالم الآتي ذكره بين فقهاء المشيرق زاره فلما شهر بذلك انتقل إلى بلد ريمة الذي خلف وصاب ثم عاد إلى بلده فتوفي بها سنة أربعين وثمانمئة رحمه الله تعالى .
ومن بلد بني سيف الفقيه العلامة جمال الدين محمد بن عمر السيفي قرأ بمدينة إب على الفقهاء من بني البريهي وبني الكاهلي فأجازوا له ثم رجع إلى بلده فدرس وأفتى وتولى القضاء هنالك وكانت عليه السكينة واجتهد بالعبادة حتى أجمع أهل قطره أنه من الأخيار الصالحين وقصد للزيارة وكانت القبائل التي في جهاته يعتمدون أمره ولا يخالفون رأيه ويودعون أموالهم عنده ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي بشهر رمضان سنة ثلاثة وستين وثمانمئة رحمه الله ونفع به