@ 334 @ للتدريس والفتوى واختصر شرح المنهاج للأذرعي فجعله في مجلدين ووفد إلى مدينة إب ثم إلى بلد شنين فلم يصف له بها مشرب ثم أقام بالشوافي وتولى القضاء هنالك أياما ثم انتقل إلى دمت فأحسن إليه السادة بنو طاهر وأقام معهم مدة ثم أقام بلحج وجعل له بها شيء من الأسباب ثم انتقل إلى عدن فتوفي بها بشهر ذي القعدة سنة ست وستين وثمانمئة رحمه الله ونفع بن آمين .
ومنهم القاضي الأجل جمال الدين محمد بن أحمد أبو حميش أصل بلده حضرموت من قرية يقال لها بور وكان من الصالحين وفد من بلده على طريق الشحر ثم دخل عدن سنة ست عشرة وثمانمئة ونزل حافة البصال عند القاضي تقي الدين عمر بن محمد اليافعي فقرأ عليه وعلى الفقيه موفق الدين علي بن عفيف الحضرمي القاضي حتى انتفع وأجازوا له فأفتى ودرس وجمع الكتب واشتهر بالخير والصلاح ولم يخالط الناس وتولى القضاء بالثغر بعد انفصال القاضي جمال الدين محمد بن عمر الحريزي عنه سنة خمس وأربعين وثمانمئة فسار بهم سيرة مرضية قدر سنتين ثم انفصل عن القضاء واستقام فيه القاضي جمال الدين بن شكيل إلى أن تولى السادة بنو طاهر على ثغر عدن فأضافوا القضاء الأكبر إلى القاضي أبي حميش سنة ثمان وخمسين وثمانمئة فكان قد يحصل المضادة بينهما ببعض الحكومات فيتولد من ذلك مشاجرة بينهما لكون قاضي البلد أبي شكيل والقضاء الأكبر لأبي حميش وداما على ذلك إلى أن توفي القاضي جمال الدين أبو حميش بشهر رمضان سنة اثنتين