@ 284 @ .
ومنهم الفقيه العلامة عفيف الدين عبد الله بن علي السراج الحنفي ليس هو من بني السراج الصوفية الذين هم عند ضريح الشيخ شمس الدين علي بن علي الغريب بل هو من قوم آخرين أهل بيت علم قرأ هذا الفقيه على الفقيه جمال الدين محمد بن شرعان في العلم وقرأ على غيره فأجازوا له وكان والده رجلا حراثا بسط له في الرزق فأثرى وكثر ماله وحكي عنه أفعال حسنة تدل على خيره وكان يعطي ولده هذا عبد الله على كل سورة يحفظها من كتاب الله تعالى ثماني أواقي فضة حتى حفظ القرآن العظيم جميعه ثم بعد ذلك قرأ بالعلم الشريف على من تقدم ذكره واجتهد وانتفع وكان أوحد أهل زمانه في تحقيق علم الفقه والتفسير فدرس وأفتى وأفاد واجتمع عليه الطلبة وكانت له براعة في التدريس حمده عليها من عرفه وتوفي سنة ثلاث واربعين وثمانمئة وقبره بمقبرة السلامة رحمه الله ونفع به .
ومنهم الفقيه بدر الدين حسين بن محمد التمامي قرأ على جماعة من الشيوخ منهم القاضي جمال الدين الطيب بن أحمد الناشري فدرس وأفتى وصنف في الأصول واللغة والفرائض من ذلك شرح المتقنة وهو مفيد وكان سليم القلب تظهر عليه علامة الصلاح لاجتهاده بالعبادة حج سنة ثمان وخمسين وثمانمئة وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم ورجع قافلا على طريق البحر فتوفي بتلك السنة فيما بين جدة وينبع في البحر فأخرج سالما منه ودفن في البر رحمه الله .
ومن المتوفين بحيس من الوافدين إليها الشيخ الصالح أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي البركات بن عبد الرحمن المطري الأنصاري المؤذن بالحرم الشريف النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام نشأ هذا الشيخ بالمدينة الشريفة حرسها الله تعالى بالإيمان وكان عابدا زاهدا ناسكا ذا معرفة بالحديث والنحو والفقه واللغة وله اليد الطولى في علم الحقيقة وتصدر للتدريس والإفادة فمن فوائده جواب المسائل في الرد على الزيدية وهو جواب مبسوط وكانت له قريحة في الشعر جمع له