@ 267 @ يفعل وصل إليه السلطان لذلك فجوب للسلطان ودعا له فعوفي ولده ورجع الحصن إليه فأمر السلطان بدفع أربعة آلاف مثقال له فامتنع من قبضها ثم أمر السلطان أن يجعل له من النخيل ألف نخلة ومن الأراضي شيء كثير فامتنع من ذلك أيضا .
ومنها أنه كان يفد إليه الضيف ولم يكن معه في بعض الأوقات ما يتجمل به إليهم ويقول له أهل بيته ما عندنا شيء فيقول انظروا في الانية التي يكون فيها السمن والعسل فإنكم تجدون ذلك فيها مع علمهم أنه ليس فيها شيء فيذهبون فيجدون فيها ذلك هذا بعض كراماته .
وأما تحقيق حاله فقد قال تلميذه الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر القرشي الحضرمي لما سئل عن حالة شيخه الشيخ شمس الدين القرشي ما مثاله كان يتكلم في أسرار الحروف والأسماء ومقامات الصديقين ومراتب المقربين ورجال الغيب والأبدال والأوتاد والأفراد والقطب وتنزيلات المدد ولطائف الإلقاء وأكابر الملقين وخصائص المتقين ومذهبه الفناء بالله والتثريب الكبرى والإيناس يوسع على المريدين ويحمل عنهم التعب وينفي المشاق ويتصرف بحكم الله في القلوب والقوانين .
قال خدمته خمسا وعشرين سنة ما أتى علي يوم إلا وأسمع منه كلاما غير الأول من محاسن الشريعة فيما هو مدد الوراثة المحمدية والعلم اللدني الرباني وغير ذلك مما قد طال تعداده وذكرته في الأصل .
وكان معظم الشيوخ والعلماء من أهل اليمن في عصره يثنون عليه ويزورونه بقصد التبرك والمؤاخاة في الله تعالى منهم الشريف الحسيب أحمد بن محمد الرديني ومنهم الشريف يحيى بن أحمد المساوي وكان يأتيه إلى المخا لزيارته