@ 190 @ محمد بن علي الجنيد وكانت وفاة هذا القاضي تقي الدين في العشر الأول من المئة التاسعة ودفن بالأجيناد رحمه الله تعالى ونفع به .
ومن المتوفين بمدينة تعز من الوافدين إليها الشيخ الصالح عفيف الدين مسبح بن عبد الله الجبرتي أصل بلده مكان يقال له مسك بعرض الحبشة فقدم إلى اليمن واعتكف بالمدرسة التي بالمداجر بمدينة تعز ولزم عبادة الله تعالى واجتهد بذلك وكانت نفقته من الشيخ الصالح جمال الدين محمد بن علي الجبرتي واشترط عليه أن لا يعمل له شيئا من العيش حتى يستأذنه فبقي على ذلك مدة .
وحكى عنه الشيخ جمال الدين المذكور أنه أخبر عن اليوم الذي يموت فيه وقيل له ما يكون غداؤك فقال لا غداء لي عندك بل غداي في الجنة إن شاء الله تعالى فوقف بعض ذلك النهار ثم توضأ وصلى فقبضت روحه وهو ساجد لله تعالى وقبر بالأجيناد وكانت وفاته لسنة أربع وثمانمئة رحمه الله تعالى ونفع به آمين .
ومنهم المقرىء الصالح الفاضل عفيف الدين عبد الله بن عمر بن منصور الصراري نسبا الشافعي مذهبا الشنيني بلدا وقد يقال السني نسبة إلى السنة لملازمته لها هو المقرىء الزاهد العابد المجاهد لنفسه حامل راية الإسلام غامر أندية أهل الفضائل المضاهي بورعه الجلة من الأوائل الموضح منهاج القراءة بنور مشكاة فهمه وذكائه فوق لها سهام الطلب حتى أصاب الغرض وتناول منها الجوهر وترك العرض فأصبح منبسطا للتدريس مستنبطا منها كل معنى نفيس كانت قراءته بمواضع متفرقة في اليمن على أئمة العلماء أسانيدهم في الصحيح متفقة أجلهم عنده المقرىء الإمام الحافظ رضي الدين أبو بكر بن علي بن نافع العمدي