@ 32 @ .
( أفق وانتبه وارجع إلى الحق واتعظ % وتب عن قبيح القول والفحش والجرم ) .
وهي طويلة وقد ذكرتها في الأصل تركت هنا ذكرها إيثارا للاختصار .
فلما فرغ من نظم ذلك أخذت النساء نسختها وشهرتها فتناقلتها الألسن من الرجال والنساء بتلك البلد .
ومن شعره ما نبه به على أن كل أحد يعود إلى أصله فقال .
( خذ العوسج المشهور بالشوك غارسا % له في فتيت الطين أو كثب المسك ) .
( وأسقه ذوب الشهد أو بقطارة % يكون جناه الشوك حقا بلا شك ) .
( كذاك يعود الطبع والأصل دائما % يقينا وتحقيقا إلى الطبع والبتك ) .
وله غير ذلك من الشعر الحسن .
توفي رحمه الله تعالى بمنزله بالحرف سنة خمس وعشرين وثمانمئة .
ونشأ له ولد نجيب هو الفقيه الصالح جمال الدين محمد قرأ في العلم على أبيه وعلى غيره فدرس وأفتى وتولى القضاء هنالك وكان عالما صالحا يصوم النهار ويقوم الليل ويكرم الضيف وظهرت له كرامات أقام على الحال المرضي في التدريس والفتوى والعبادة إلى أن توفي مقتولا بعد سنة أربعين وثمانمئة فعظم الأمر على أهل وصاب واحتالوا في معرفة من قتله حتى فضحهم الله فلزم والي الأمر أحد قاتليه فأقر بذلك وقال كنا أربعة عشر فبعد أن قتلناه اجتهدنا بأن نطرح جثته إلى ضاحة هنالك لنخفي قتله وحملناه لنطرحه فلم نقدر نسقطه إلى الضاحة بل جلس كالحي ورزن حمله علينا فعجزنا عن طرحه .
فقتل الوالي من قدر على إمساكه