@ 158 @ فباتوا في المكان الذي يسمى ذي جزب عند ذمار وكانت الليلة ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان قال فعطش الرفقة فأخذت قربتين وقصدت الماء في ظلمة الليل فملأت إحداهما فنظرت فإذا نور عظيم ملأ الأرض إلى السماء فدعوت الله تعالى بما أردت من خير الدارين ثم ملأت القربة الثانية فما فرغت من ذلك إلا وقد عادت الظلمة فرجعت إلى رفقائي وسقيتهم وقلت لهم بما رأيت وأمرتهم بالدعاء ثم نمنا وكانت ليلة مطيرة دام فيها المطر إلى اليوم الثاني ثم سافرنا فوصلنا مكة المشرفة ثم توجهنا للزيارة فلما كنت بين المدينتين مرضت فسافرت الرفقة وتركتني فحرت في أمري وأتاني رجل أخضر عليه ثياب خضر فوضع يده على رأسي ودعا لي فشفيت تلك الساعة ثم سرت فأدركت القافلة ووصلت المدينة الشريفة وزرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجعنا إلى مكة المشرفة وحججنا ثم رجعت بلدي .
قلت ولما رجع إلى بلده من مكة الشرفة اشتهر غاية الشهرة وظهرت له الكرامات وقصد للمهمات وكان يقضى على يده الحاجات باذلا نفسه لذلك غير متكبر ولا مستغن عن عمل الحديد وكان يخرج السحب الحديد من النار فيمسحه بيده ولا تحرق النار يده وزرته بحمد الله تعالى فوجدته مبتذلا متواضعا والناس تزدحم على تقبيل يده .
وله كرامات كثيرة من ذلك أنه يدخل بين القبيلتين وهما في الحرب فيصلح بينهما وتقع الحجارة في بدنه فلا تؤثر فيه بجرح ولا ألم .
ومنها دعاؤه للمرضى فيشفون من وقتهم .
ومنها ما أخبرني ولده الحاج جمال الدين أن امرأة حائضا صنعت طعاما فقرب له ولم يعلم فرفع يده من الطعام وقال رأيت الدم على الطعام .
وحكي أنه كان راتبه في كل يوم يقرأ فيه ألف شرف الفاتحة ومئة شرف وأحد عشر