@ 3023 @ .
قال فلم يزل خالد مع أبي العباس أمير المؤمنين على تلك الحال حتى مضى أمير المؤمنين أبو العباس .
قال واستخلف المنصور فأقر خالدا على حاله ومرتبته وعلى ديوان الخراج وكان به معجبا فمكث بذلك عدة سنين ثم غلب عليه أبو ايوب المورياني فثقل على أبي أيوب مكان خالد وأحب أن يخلو بأبي جعفر فكان لا يألو ما حمل أبا جعفر عليه إلى أن أتيهم انتقاض فارس وغلبة الأكراد عليها فأعظم أبو جعفر ذلك وأمر أبا أيوب بارتياد رجل يصلح لها فقال قد أصبته يا أمير المؤمنين قال ومن هو قال خالد بن برمك قال صدقت هو لها فعقد له على فارس فشخص إليها فافتتحها وجلا الأكراد عنها وصلحت فارس على يدي خالد وأقام بها سنين ودخل إليه وجوه الناس وأشرافهم من الأمصار وامتدحه الشعراء فوصلهم وحباهم وصرفهم راضين فحمدوه في سائر الأمصار وشاع ذكره بالسماحة وسعى أبو أيوب المورياني بخالد إلى أبي جعفر فقال له قد اقتطع خالد من خراجك ثلاثة آلاف الف درهم ووصل بها الناس فأغضبه عليه فصرف خالدا عن فارس فلما قدم عليه ألزمه بعض ذلك المال فدعا به بعد أن باع في أداء ذلك المال الدواب والرقيق والمتاع فلما دخل عليه قال أخذت مالي واجترأت علي وفرقته في الناس فقال له خالد كل ما قال أمير المؤمنين فقد صدق غير أني يا أمير المؤمنين اقتصرت على أرزاقي ونظرت إلى معونتي من أمير المؤمنين وما تفضل به علي فصرفته إلى أشراف الناس وتفضلت به عليهم لأنه لم يكن شكري يحيط بنعم أمير المؤمنين علي فجمعت إلى شكري شكر هؤلاء وذلك كله لأمير المؤمنين أن جعل السبيل إليه وأعانني عليه فسره ذلك قال صدقت وأحسنت أقر الله عينك يا خالد قد زينتا وزينت نفسك لنا فأنت في حل مما جرى على يدك من أموالنا وقد رضيت عنك وعظم في عينه بعد ذلك .
قال ابن الأزرق وذكر علي بن الفرج وكان الفرج أبوه لأبي أيوب ثم صار لأبي جعفر قال لم يكن أبو أيوب يأمن ناحية خالد بن برمك وأن يرده أبو جعفر إلى كتابته وديوان الخراج فكان يحتال عليه وكان مما احتال به أن دس إلى بعض الجهابذة مالا عظيما وقال له إذا سألك أمير المؤمنين على هذا المال فقل له