@ 316 @ .
فقال علي ما يقول ابن النابغة .
( لأصبحن العاصي بن العاصي % سبعين ألفا عاقدي النواصي ) .
( مستحقبين حلق الدلاص % مجتنبين الخيل بالقلاص ) .
( أشبال غيل حين لا مناص % ) .
فبادر أبو الأعور السلمي إلي ماء الفرات فصف خيله عليه ومنعه أصحاب علي فشاور معاوية أصحابه فقال له عمرو بن العاص خل لهم عن الماء فإن ابن أبي طالب لا يعطش وبيده أعنة الخيل فبعث علي إلى معاوية إنا وإياك جئنا لأمر فخل لنا عن الماء وإلا تجالدنا عليه فبعث معاوية إلى أبي الأعور خل لهم عن الماء فبعث إليه والله لا شربوا منه شربة وفي شيء من الروح وقال له ابن أبي سرح اقتلهم عطشا قتلهم الله كما قتلوا أمير المؤمنين عثمان عشطا فقال معاوية إن عمرا أعلم منكما وأبى أبو الأعور أن يخلي لهم عن الماء فحمل الأشعث بن قيس في إثني عشر ألفا فكشفهم عن الماء فقال علي هذا يوم نصرتنا فيه الحمية فقال رجل ممن كان في عسكر علي .
( ألا تتقون الله إذ تمنعوننا الفرات % وتروى بالفرات الثعالب ) .
( وقد عدونا الأحمرين فلم نجد % لهم أحمرا إلا قراع الكتائب ) .
وخرج علي يستعرض عسكر معاوية على بغل له قصير وفرسه تحت غلام له وراءه فهموا به فقال علي لغلامه انزل عن الأدهم لا أبالك ثم بعث إلى هاشم بن عبتة وهو المرقال وكان صاحب لواء علي يوم صفين أن احمد بلوائك فحمل به وسطع الغبار حتى حال بينهم وبين السماء وثبت العسكران فقال هاشم بن عتبة والله إن لهؤلاء القوم لشأنا والله ماحملت بلوائي هذا على