@ 2357 @ وما علم العلم حينئذ كيف العمل وخيم الأمل أيحتمل أم يتحمل أيغرب أم يشرق أينجد أم يعرق حتى تدارك الله ذماء الفضل ورعى ذمام أهله بإنارة صبح الحق وإيضاح سبله وإعلاء أعلام الندى وأحكام إحكام الهدى ووصول الرايات الملكية الناصرية إلى الشام وقيامه بنصر الإسلام انتعش جد الكرم العاثر وحيي رسم الجود الداثر وفر ذلك الشيطان من ظل عمر وغم ذلك الغم ما أفاض من البر وغمر وصار الشام بيوسف مصرا آخر بإحسانه قد فرعون فرعونه وهامانه وبسط المكرمات وأدر البرات ورد الصلات والصدقات وعادت حال هذا الفاضل حاليه وقيمته عالية وديمة حظه هاميه وخطوة فضله نامية ومدحه بقصيدة أولها .
( أرى النصر معقودا برايتك الصفرا % فسر وافتح الدنيا فانت بها أحرى ) .
ومنها .
( يمينك فيها اليمن واليسر في اليسرى % فبشرى لمن يرجو الندى بهما بشرى ) .
وهذا علم الدين ذو العلم الغزير والفضل الكثير والمحفوظ الوافر من كل فن وهو المحفوظ من كل قبول ومن قد وفد في ريعان عمره إلى عمي العزير ببغداد واتخذه المعان ومدحه فأجازه ومنحه وسلمه إلى ابن سلمان فقرأ عليه الفقه وبلغ من معرفته الكنه واكتسب خلقه الظرف واكتسى شعره الرقة واللطف حاوي المحاسن صافي الباطن سليم القلب قويم اللب حلو الفكاهة خلو من السفاهة بديع الفقرة سريع النقرة عجل الأوبة طويل الفكرة قليل العثرة مستجيب العبرة مستريب بالكرة وإذا أردت أن تغيظه فتعرض له أو اعترض عليه وتحدث بين يديه وقلوب الفضلاء مغسولة وحكمتهم معسولة وحدتهم مقبولة شدتهم لين وغثهم سمين ومقارنتهم فضيلة ومجانبتهم رذيلة وشرفهم عتيد وانفهم شديد .
قد توجه من الموصل إلى دار الخلافة مرار ووجد برها وكرامتها على الأغيار