@ 2356 @ فيضه يوفضون وفي روضه يرتاضون ولنداه ينادون ولجداه يجتدون وبنجمه يسهتدون ولهديه يهتدون وعلم العلم في العلم عنده عال وسعر الشعر في سوق الرجاء رائج غال فلما نكب الوزير نضب الغدير وفاض الجهد وباض الجور وغاض الماء وقضي الأمر وانهز جودي الجود وذوى عود الوعود وابتليت بالحزن النهى وبالخزن اللهى وصين العرض وبذل العرض وقصر الطول وضاق العرض وحال الجريض دون القريض وأغني التصريح برد ذوي الحاجات عن التعريض وانقطع الواصلون إلى الموصل وتفرق الفاصلون عن المحفل وغلب اليأس على الرجاء والبخل على السخاء وأظلم الجو وعدم الضوء وشتا الشاتاني بعده وصاف ففقد الإنصاف وحرم الإسعاف ووقف أمره في الوقف وعوض بدفعه بالعنف ونفي حقه ونسي وأرجى رجاؤه وأنسي ورأى الموصل مقطعا والمفزع مفزعا والمولي موليا والسابق مصليا والمعرفة نكرة والمعزفة منكسرة والمرقة مراقة والورقة متخزقة ورفقه الأدب عن المأدبة متفرقة وطلب أسفار صبح حاله وسفور ود جماله في أسفاره وحله وترحاله .
فلما سار أنس بالشام من نور الدين نارا بل نورا ! < وكان أمر الله قدرا مقدورا > ! فاتخذ دمشق دار هجرته وغار أسرته ومبرك مبرته ومسرح مسرته ومجثم ربوضه وموسم سننه وفروضه ومرج مرجه وبرح فرحه وبيت قصده وبيت قصيدته فاشرق عند النور نوره وانتظمت بامره أموره ودرت أنواء أدراره وذرت أنوار أبداره فلما خبا ذلك النور طوي المنشور وأطبق الدستور وتولى أبو صالح ملك الملك الصالح بدأ بتبطيل المصالح وتعطيل المنائح ومنح الصلات ورفع الصدقات وقال للشاتاني غب وخب وإذا دعيت فلا تجب فما لأريب عندنا ارب وما لأديب لدينا إلا الدأب والفضل فضوله والعلم غلول