@ 2073 @ شرارهم وجعل المال في أشحائهم ومضى فأتيت منزلي فما وضعت ثيابي حتى جاءني رسول الحجاج فأتيته وقد أخترط سيفه وهو في حجره فقال ادن فدنوت قليلا ثم قال ادن فقلت ليس بي دنو وفي حجر الأمير ما أرى فاضحكه الله تعالى لي وأغمد السيف فقال ما قال لك الخبيث فقلت والله ما غششتك منذ أستنصحتني ولا كذبتك منذ صدقتني ولا خنتك منذ ائتمنتني فأخبرته بما قال فلما أردت ذكر الرجل الذي عنده المال صرف وجهه وقال لا تسمه وقال لقد سمع عدو الله الأحاديث . .
وقال أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال حدثنا محمد بن دريد قال حدثنا أحمد بن عيسى عن العباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال خطب الحجاج الناس بالكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل العراق تزعمون أنا من بقية ثمود وتزعمون أني ساحر وتزعمون أن الله عز وجل علمني اسما من أسمائه أقهركم وأنتم أولياؤه بزعمكم وأنا عدوه فبيني وبينكم كتاب الله تعالى قال عز وجل ! < فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه > ! فنحن بقية الصالحين إن كنا من ثمود وقال عز وجل ! < إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى > ! والله أعدل في خلقه من أن يعلم عدوا من أعدائه اسما من أسمائه يهزم به أولياءه ثم حمى وكثر كلامه فتحامل على رمانة المنبر فحطها فجعل الناس يتلاحظون بينهم وهو ينظر إليهم فقال يا أعداء الله ما هذا الترامز أنا حديا الظبي السانح والغراب الأبقع والكوكب ذي الذنب ثم أمر بذلك العود فأصلح قبل أن ينزل من المنبر قال المعافى قول الحجاج أنا حديا الظبي فانه أراد آنا لثقتنا بالغلبة والاستعلاء نتحدى ارتفاع الظبي سانحا وهو أحمد ما يكون في سرعته ومضائه والغراب الأبقع في تحدره وذكائه ومكره وخبثه ودهائه وذا الذنب من الكواكب فيما ينذر من غرائب مكروه بلائه والله ذو البأس الشديد بالمرصاد له ولحزبه وأوليائه .