@ 1903 @ .
فلما سمع الأشعث الصارخ إلى ما قد رأى من اختلاف أصحابه بادرهم فخرج من تحت ليلته حتى المهاجر وزيادا فسألهما أن يؤمناه على دمه وماله حتى يبلغاه أبا بكر فيرى فيه رأيه ويفتح لهم باب الحصن ففعلا ويفتح لهم باب الحصن فدخل المسلمون على أهل الحصن فاستنزلوهم فضربوا أعناقهم واستاقوا أموالهم واستبوا نساءهم وكتبوا إلى أبي بكر بذلك واستوثقوا من الأشعث حتى بعثوا به إلى أبي بكر في الحديد موثقا فقال له أبو بكر كيف ترى صنيع الله بمن نقض عهده فقال الأشعث أرى أنه قد أخطأ حظه وتعس جده فقال له أبو بكر فما تأمرني فيك قال آمرك أن تمن علي فتفكني من الحديد وتزوجني أختك أم فروة ابنة أبي قحافة ففعل أبو بكر فقال الأشعث حين زوجه أبو بكر .
( لعمري وما عمري علي بهين % لقد كنت بالإخوان جد ضنين ) .
( أحاذر أن تضرب هناك رؤوسهم % وما الدهر عندي بعدها بأمين ) .
( فليت جنوب الناس تحت جنوبهم % ولم ترم أنثى بعدهم بجنين ) .
( وكنت كذات أنخت % وأقبلت عليه بقلب واله وحنين ) .
فأجابه مسلم بن صبيح السكوني .
( جزى الأشعث الكندي بالغدر ربه % جزاء مليم في الأمور ظنين ) .
( أخا فجرة لا تستقال وغدرة % لها أخوات مثلها ستكون ) .
( فلا تأمنوه بعد غدرته بكم % على مثلها فالمرء غير أمين ) .
( وليس امرؤ باع الحياة بقومه % أخاثقة أن يرتجى ويكون ) .
( هدمت الذي قد كان قيس يشيده % ويرضى من الأفعال ما هو دون ) .
( وألبست ثوب المسبة بعدها % فلا زلت محبوسا بمنزل هون )