@ 157 @ .
وقال أبو الخطاب الأزدي وكان أول من أبتنى حصن المصيصة في الإسلام عبد الملك بن مروان على يد ابنه عبد الله بن عبد الملك في سنة أربع وثمانين على أساسها القديم فتم بناؤها وشحنتها في سنة خمس وثمانين وكانت في الحصن كنيسة جعلت هريا فكانت الطوالع من أنطاكية تطلع عليها في كل عام فتشتوا بها ثم تنصرف وعدة من كان يطلع إليها ألف وخمسمائة إلى الألفين .
قالوا وشخص عمر بن عبد العزيز حتى نزل هرى المصيصة وأراد هدمها وهدم الحصون بينها وبين أنطاكية وقال أكره أن يحاصر الروم أهلها فأعلمه الناس أنها عمرت ليدفع من بها الروم عن أنطاكية وأنه إن أخربها لم يكن للعدو ناهية دون أنطاكية فأمسك وبنى لأهلها مسجدا جامعا من ناحية كفر بيا واتخذ فيه صهريجا ثم ان المسجد جدد في خلافة المعتصم وهو يدعى مسجد الحصن .
قالوا ثم بنى هشام بن عبد الملك الربض ثم بنى مروان بن محمد الخصوص في شرقي جيحان وبنى عليها حائطا وأقام فيه باب خشب وخندق خندقا فلما استخلف أبو العباس رحمه الله فرض بالمصيصة لأربعمائة رجل زيادة في شحنتها وأقطعهم ثم لما استخلف المنصور صلوات الله عليه فرض فيها لأربعمائة رجل ثم لما دخلت سنة تسع وثلاثين ومائة أمر بعمران مدينة المصيصة وكان حائطها متشعثا من الزلازل وأهلها قليل في داخل المدينة فبنى سور المدينة وأسكنها أهلها سنة أربعين ومائة وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا في موضع هيكل كان فيها وجعله مثل مسجد عمر مرات ثم زاد فيه المأمون أيام ولاية عبد الله بن طاهر بن الحسين المغرب وفرض المنصور رحمة الله عليه فيها لألف رجل ثم نقل أهل الخصوص وهم فرس وصقالبه وأنباط نصارى كان مروان بن محمد أسكنهم إياها وأعطاهم خططا في المدينة عوضا من منازلهم على ذرعها ونقض منازلهم وأعانهم على البناء وأقطع أرباب الفرض قطائع ومساكن