@ 156 @ بثمنها إلى هذه الغاية ولم يكن على وجه الأرض بلد يعمل فيه الحديد المحزوز للكراسي الحديد واللجم والمهاميز والعمد والدبابيس كما يعمل بالثغور .
قرأت في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يعقوب بن واضح الكاتب قال ومدينة المصيصة مدينة بناها المنصور أمير المؤمنين في خلافته وكانت قبل ذلك مصلحة وأول من قطع جبل اللكام وصار إلى المصيصة مالك بن الحارث الأشتر النخعي من قبل أبي عبيدة بن الجراح وكان بها حصن صغير بناه عبد الله بن عبد الملك لما غزا الصائفة .
وقد حكينا في الباب الذي قبل هذا الباب عن البلاذري قال وقال أبو الخطاب الأزدي إن أبا عبيدة نفسه غزا الصائفة فمر بالمصيصة وطرسوس وقد جلا أهلها وأهل الحصون اتي تليها فأدرب وبلغ في غزاتة زنده .
عدنا إلى كلام ابن واضح قال وخرج المنصور إلى الثغور فبنى مدينة المصيصة العظمى على النهر الذي يقال له جيحان ونقل إلى مدينة المصيصة أهل السجون من الآفاق وغيرهم وبنى أمير المؤمنين المأمون مدينة إلى جانبها سماها كفر بيا فصار النهر المعروف بجيحان بين المدينتين وعلى النهر جسر عظيم قديم معقود بالحجارة ومدينة المصيصة من الجانب العرب من جيحان ومدينة كفر بيا من الجانب الشرقي وأهلها أخلاط من الناس .
وذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب البلدان قال وحدثني محمد ابن سعد عن الواقدي وغيره قالوا لما كانت سنة أربع وثمانين غزا على الصائفة عبد الله ابن عبد الملك بن مروان فدخل من درب أنطاكية وأتى المصيصة فبنى حصنها على أساسه القديم ووضع بها سكانا من الجند فيهم ثلاثمائة رجل انتخبهم من ذوي البأس والنجدة المعروفين ولم يكن المسلمون سكنوها قبل ذلك وبنى فيها مسجدا فوق تل الحصن ثم سار في جيشه حتى غزا حصن سنان ففتحه ووجه يزيد بن حنين الطائي الأنطاكي فأغار ثم انصرف إليه