.
وعدنا بالحمد وحمدنا الله في العود وأحمدنا في نصره تجارة الوعد ونشرنا للاعلان أعلام السعد وجلونا بالبلد عرائس تلك الفرائس وعقدنا بعذب الرماح ذوائب أولئك الفوارس وعبرنا بأساراهم وعددهم عبرة وأثرنا من ألسنة النظارة وأقدامها للرحمة والرحمة في الدعاء الإدعاء رغبة وغيرة وطابت القلوب وطابت الأيدي ونطقت الألسن في هذه المعجزة المزعجة للكفار المبهجة للأبرار بالتجدي والتهدي وكفت من الكفر كف التعدي وما كنا نعلم حقيقة ما جرى من وهنهم ووهيهم ونكالهم وخزيهم حتى وصل من شاهدهم في ديارهم وشام في شامهم بوارق بوارهم فأخبر أنه ليس في خيلهم بل خيالهم إلا مجروح أو على فراشه مطروح وفي كل يوم ترد البشرى بموت مقدم من جراحة أصابته ونكاية نابته وروعة أشابته وفكرة أذابته وغم غام جوه من جواه وسهم أصمى هامه لا شواه فالحمد لله على هذا النصر الذي علا سناه وحلا جناه وأسرع النجح به منا إلى المنى في نعماه ولما سقط في أيديهم وتورطوا بتعديهم وأعضل داء داويهم وغدا ثغر الثغر مفترا بصدق هلك مفتريهم وعز عندهم موت هنفريهم انكسرت سورتهم وانطفأت فورتهم وسكنت نأمتهم وصدأت هامتهم وسفلت همتهم وفالت آراؤهم وفلت آرابهم ورقب ذلهم حين ذلت رقابهم .
ولو كان يومئذ عسكرنا حاضرا لما نجا منهم ناج ولما رأى أرجع للحيا مداج ولا مفاجئ بالغارة الا والردى له مفاج ولما استحلينا هذه المرة التي كانت عليهم مرة واستجلينا الكرة التي جرت إليهم بالوبال كرة قصدنا الحصن الذي بنوه وشاهدناه وكشفنا عوراته وعايناه وأزعجنا الكفر بأقدامنا وذعرناه وعدنا على عزم العود إليه والنزول عليه إن شاء الله .
ولقد كان حتف ذلك العظيم فتحا عظيما ونصرا من الله الكريم لأوليائه الكرام كريما وبقي العدو وفي كل صباح عليهم صائحة وفي كل ناحية نائحة ونزل عندنا النصر والقطر وسر السرور ورخص السعر ونقص زائده وزال العسر ولانت شدائده وخلص الرجاء من يد القنوط وخرج نجم الصعود إلى أوج السعود من برج الهبوط وأمسكت الزروع ارماقها وحفظت الأصول أعراقها ووقف الغلاء وانصرف البلاء وعلم الناس أنهم في هدون وهدو وأن سرحهم لا يطرقه سرحان عدو وحييت الهمم المتماوتة وتساوت القيم المتفاوتة وعاشت الرعية وشاعت الرعاية وبدا الشكاية وأنبهت العزائم الراقدة ونامت الأعين الساهدة