وأبطاله من الدين اطلال دمائه حامل بطوارقه طوارق البلاء إلى البلاء عامل بعامله ما تقف منه أوطان الاطواد .
وكان الأرجاف قد شاع بخروجهم في هذا الجمع مذ أيام والظنون مرتابة والقلوب مرتاعة والعسكر غير حاضر وخطرهم بالحاضر غير حاظر فإن السنة جدب ومجاعة وليس في مقابلة الفرنج في ذلك الثغر الا ولدنا عز الدين وهو في عدة من عسكرنا المنصور لا تبلغ ألفا وما ألفت غير مساورة الحمام في سبيل الله إلفا وهو موصى بإرسال الحمام عند علمه بخروجهم لنخرج إلى لقائهم ونردهم بالردى في شق شقائهم وأمرناه بأن يجفل البلد ويحذر وينور على الآكام وينذر وأنه لا يلقاهم بل يتوقاهم ولا يخاطر بالجماعة الذين معه بل يحمي بهم ويتحاماهم ويتركهم حتى يتوسطوا البلاد ونحن نجمع عليهم الأطراف الأجناد الأنجاد وفي كل يوم يرجف برجفتهم ويهتف بصيحتهم وهم متمادون متباطئون وعلى محاولة المكيدة متواطئون لتكون غارتهم على غرة ونهضتهم بأرمض مضرة فلم يشعر مقدمو الطلائع ذلك اليوم الا وقد خالطوا القوم فتحيزوا عنهم إلى الفئة واجتمعوا وهم دون المائة فأخرج ولدنا الرماة الكماة وقدمهم إلى العداة الغداة ليشغلوهم ساعة ويحولوا بينهم وبين ظعائن العرب الجافلة ولم يكن في زعم العزم أنهم يستدروناخلاف النصرة الحافلة واستحرت المراماة عند تل الجارة واشتجرت الحرب بين المغيرة والغارة وطلب أصحابنا طلب الملك فوفروا سهامه من السهام وظفروا اللتوت بالهام الهام وما ترك مماليكنا الترك الملك حتى طرحوا حصانه وجرحوا فرسانه فحمل طل هنفري ليحميه وأبى اله أنه كما رمي الملك الا أن يرميه وقتل دونهما رهان صاحب الناصرة وجماعة من مقدميهم رموا بالفاقرة ونجا الملك بجريعة